بتصميم معماري فريد، يُجسِّد طابع الكنائس الخشبية القديمة نجح المهندس المعماري عادل تراكتجيان والطاقم الفني المساعد له من جعله حقيقة واقعة وملموسة، ويمكنني القول بأنه بمثابة تُحفة فنية معمارية نجحت في تجسيد الماضي ليصبح حاضراً ملموساً بكل معنى الكلمة، من خلال بناء كنيسة خشبية على هيئة فُلك نوح الشهيرة تاريخياً وعقائدياً على قطعة أرض داخل دير بنات مريم للراهبات الكائن في عزبة النخل في قلب القاهرة (مصر)، برئاسة الراهبة توساني ماريا التي شجّعت على الفكرة فور عرضها عليها من المهندس عادل وأدى إلى تنفيذها الأمر الذي جعل منها واحدة من أبرز المعالم الدينية الفريدة كناسياً في مصر والعالم، حيث تمثل أحد رموز الإيمان الديني لكافة الأديان، وقد بدأت مراحل بنائها التي استغرقت قرابة العام من سنة 2024 وحتى 2025 ولم يستخدم في بنائها سوى الأخشاب التي تم التعامل معها بشكل حرفي احترافي للغاية لتظهر بصورة قديمة تعود للقرن الرابع الميلادي خارجياً وداخلياً، حيث أزدان داخلها وتزيَّن بتفاصيل خشبية دقيقة جداً منحوتة مع لوحات فنية للعديد من القديسين والقديسات المرسومة يدوياً وأيضا رسومات لطريق الآلام تماماً كما في كنيسة القيامة بالقدس، مما يعكس روح وعبق التاريخ القديم من خلال المهارة العالية للعامل المصري مما يمنحها مظهراً تاريخياً أصيلاً، وسيجعل منها مزاراً سياحياً فريداً لجموع المؤمنين علاوة على عموم المهتمين والمتابعين والدارسين لفنون الإنشاء والعمارة الحديثة ودورها المهم في استعادة الماضي السحيق لتقديمه في حاضرنا المُعاش.
كل الشكر والتقدير للمهندس المعماري المبدع عادل ميشيل تراكتجيان الذي قام بتحويل الفكرة من مجرد فكرة لواقع ملموس مع فريق حرفي على أعلى مستوى من الدقة والحرفية .. وألف مبروك مع أطيب أمانينا بدوام التألق والنجاح.
