بقلم : حسّان عبد الله
في هذا البيت الشعري؛ معن بن أوس فقد قالوا أن معن بن اوس حكم هو وعشيرته في إحدى المناطق، وكان له عدة أولاد.
وفي يوم من الأيام جعلهم يتناوبون على الحراسة في كلّ ليلة، وكان أصغرهم هو المقرّب لديه واسمه سليمة، فغار منه أخوته وكادوا له عند أبيه، فقالوا له ان سليمة ينام أثناء حراسته لك.
فقام معن بالتخفّي للتأكد مما قاله أبناؤه عن سليمة، فأحسّ الأخير بصوت بين الظلام، فتناول سهمه وقوسه ليرمي، فناداه أبوه أن لا ترمِ أنا ابوك، فأجابه يا أبت لقد بلغ السهم مقصده، ورمى والده وكان السبب في موته.
فقال أبوه وهو في آخر رمق من حياته الأبيات المشهورة التالية:
علمته الرماية فلما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني فيا عجباً لمن ربيت طفلاً أُلقّمه بأطراف البنانِ أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ فلما اشتدّ ساعدُه رماني وكم علّمتُه نظْمَ القوافي فلمّا قالَ قافيةً هجاني أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ فلمّا طرّ شاربُه جفاني رمى عيني بسهم أشقذيّ حديدٍ شفرتاهُ لهذُمان توخّاني بقدحٍ شكّ قلبي دقيقٍ قد برَته الراحتانِ فلا ظفرتْ يداه حين يرمي وشلّتْ منه حاملةُ البنانِ فابكوا يا بنيّ عليّ حولاً ورثّوني وجازوا من رماني جزاهُ اللهُ من ولدٍ جزاءً سليمةَ إنه شراً جَزاني.