كتبت : هديل مشلح
اليوم وكل يوم يشهد الوطن العربي المفاجآت التي توالت عليه منذ بداية عام 2003 العام الذي شهد سقوط بغداد على يد الاحتلال الأمريكي و حلفائه و أيضاً مع بداية عصر الثورات والمطالبة بالحريات الذي أطلقوا عليه ( الربيع العربي ) .
من منا كان يتوقع هروب رئيس دولة عربية وخلع آخر ومقتل رئيس ثالث ،و إقامة مصالحة لتسليم السلطة مع رئيس آخر .
هم رؤساء دول عربية ولكنهم وصفوا بدكتاتوريي العصر الحديث جمعتهم السلطة وتنوعت النهايات ولكن عندما نصل إلى سوريا نجد الغموض يلتف حول الأزمة السورية التي شغلت بال العالم بأسره والتي لأجلها اجتمع مجلس الأمن مرات عدة لكي يتخذوا فيه قراراً بشأن إنهاء الأزمة وفشلوا ، كما اجتمع رؤساء أعظم دول العالم من الحلفاء والأنداد وجمعتهم اجتماعات منها سرية ومنها علنية تطورت الأمور من مسيرات و مظاهرات تطالب ببعض الإصلاحات إلى حرب داخلية و هنا لا يمكننا أن نجزم أنها أهلية و ذلك لأن المسلحين هبوا من كل صوب و أمة و اجتمعوا في الأرض السورية ليحاربوا جيش الوطن
” الجيش العربي السوري” وتبادلوا الاتهامات في قتل المدنيين ثم انتقلوا إلى تشكيل ائتلافات عديدة قررت الصعود على أكتاف الشعب و كأنهم ممثلين عنه وهم في الحقيقة يريدون زيادة أرصدتهم البنكية و إعطاء الوعود لدول حليفة بأن تتقاسم معهم المكاسب بعد إسقاط النظام ، فحولوا من على الأرض من المتظاهرين إلى تشكيلات مسلحة تتبع كل من يدفع أكثر ثم أصبحت إسلامية مقنعة لتحقق حلم كل من اجتمعوا على أرضنا الغالية سوريا أرادوا تحقيق الدولة الإسلامية وأرادوا الجنة عبر تفخيخ وتفجير المدنيين وما جمعهم هو حب المال والنساء فأفتوا لذلك فتاوى لا حقيقة لها لكي يرضوا هواهم ، جاؤوا من كل أصقاع الأرض تحت مسمى الجهاد لمناصرة الشعب السوري فإذا بالشعب السوري يهان ويهجر ويسرق ويذبح ويباع ويشترى وتسبى بناته، أصبح كل سوري اسمه لاجئ أو نازح وأصبح حلم السوري الكرامة والأمان أرادوا الحرية فكانت سبباً لنزوح الملايين وقتل الآلاف و ليومنا هذا و حتى وصولاً إلى الغد سيبقى المصير مجهولاً لكن النهاية لم تقترب بعد هذا ما يعرفه كل سوري يعيش على أرضها أو يحلم بالعودة إليها فهو الشاهد الأكبر على الحدث