بقلم: الدكتور غازي الفنوش
كسور الأضلاع إصابة شائعة تحدث عندما يتعرض القفص الصدري عند الإنسان إلى ضربة أو صدمة مباشرة، فيحدث شعر أو كسر بسيط في الأضلاع، ولكن الكسر قد يكون مفتتاً احياناً مما يؤدي إلى تهتك في الرئة أو تمزق في الأوعية الدموية والقلب .
يتكون القفص الصدري من اثني عشر زوجًا من الأضلاع المتصلة من الأمام بعظمة القفص، ومن الخلف بمجموعة من فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى تشكل تجويف داخلي بين هذه العظام، وهو مغلق من الأسفل بوجود الحجاب الحاجز، الذي يفصله عن تجويف البطن .
ووظيفة القفص الصدري حماية القلب والرئتين والأوعية الدموية الكبيرة ..
أسباب كسور الأضلاع :
إن السبب الأكثر شيوعًا لكسور الأضلاع هو الصدمات المباشرة كحوادث السيارات أو حالات السقوط، والإساءة للأطفال
بالضرب، وكذلك عند ممارسة الأنشطة الرياضية العنيفة، مثل كرة القدم والهوكي، ويمكن أن تنكسر الأضلاع أيضا من السعال الشديد المزمن، لاسيما لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام وسرطانات العظام .
أعراض كسور الأضلاع :
يشكو المصاب من ألم شديد في مكان الإصابة ، مع صعوبة في التنفس، ويتفاقم الألم عند السعال والحركة و يصبح التنفس سطحياً، وإذا حصل تمزق في الرئة بسبب الضلع المكسور، فقد يحدث نفث الدم من الفم والأنف، ويصبح الوجه شاحباً، والنبض سريعاً، وقد يتسرب الهواء من الرئة إلى الجوف الصدري مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الرئة فتنكمش، ولا تنتفخ أثناء الشهيق فيشعر المصاب بالاختناق و يصبح لون جلده مزرقاً، وقد يتسبب ذلك بوفاته إذا لم يّسعف بشكل مستعجل .
تشخيص كسور الأضلاع :
ويتم ذلك عن طريق شكوى المريض، حيث يحدد مكان الألم، ومن ثم يستمع الطبيب إلى الأصوات التنفسية، كما يراقب حركة الصدر صعودًا وهبوطا، وعند الشكّ في حدوث كسور في الأضلاع، يطلب إجراء صور شعاعية ؛ – الأشعة السينية: التي يمكن بواسطتها التأكد من وجود كسور في الأضلاع، كما تظهر إنكماش وإنهيار الرئة .
- الأشعة المقطعية CT Scan
يعرض هذا النوع من الصور الكسور التي لا تظهر على الأشعة السينية، كما تعمل على التأكد من سلامة الرئة والكبد والطحال . - التصوير بالرنين المغناطيسي MRI وهذه الصور تُظهِر الكسور التي تحدث في الأجزاء الغضروفية من الأضلاع، وتمزقات الكبد والطحال والكلى
مضاعفات كسور الأضلاع :
تعتمد المضاعفات على مكان الضلع المكسور، فيؤدي حدوث كسر في أحد الأضلاع الثلاثة العليا إلى إصابة الشريان الأبهر، وهو الشريان الكبير الذي يخرج من القلب إلى الأعلى، ويوصل الدم إلى معظم الجسم، ويؤدي كسر في أحد الضلوع الوسطى إلى ثقب في الرئة، بينما يسبب كسر في أحد الأضلاع السفلية إلى حدوث تهتك في الكبد أو الكلى أو الطحال .
علاج المصاب بكسور الأضلاع :
كان الأطباء في الماضي يعالجون كسور الأضلاع بواسطة حزام ضاغط للجذع وذلك لمنع الضلع المكسور من الحركة، ولكنّ هذا النوع من الضمادات يقيّد التنفس، ويؤدي إلى إلتهاب رئوي، أمّا في الوقت الحاضر تُترك كسور الأضلاع لتشفى من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أجهزة أو ضمادات، واعتمادًا على درجة الألم قد يصف الطبيب أدوية مسكنة للألم لتخفيف الألم، وفي الأيام القليلة الأولى بعد كسر أحد الأضلاع، ربما يساهم التخدير عن طريق الحقن في تخدير الأعصاب مباشرة حول الضلع، و وضع كمادة ثلجية لتقليل الألم و التورم .
قد تتطلب كسور الأضلاع الخطيرة جدًا ، مثل تلك التي تجعل التنفس صعبًا ، عملية جراحية. في بعض الحالات، قد يشمل ذلك استخدام صفائح معدنية وبراغي لتثبيت كسور الأضلاع، لتخفيف الآلام وجعل زمن الشقاء قصيراً … !!