يواصل زعماء الأحزاب الفدراليّة حملتهم الانتخابيّة، ويقول عدد من نشطاء الأحزاب إنّها أسوأ تجربة مرّوا بها.
فقد تعرّضت الأحزاب الرئيسيّة الثلاثة لعدد من أعمال العنف والتخريب طالت المرشّحين واللافتات الانتخابيّة في مختلف أنحاء كندا.
ففي حادثة بارزة وقعت خلال أيلول سبتمبر الجاري، أقدم شخص على رشق الزعيم الليبرالي جوستان ترودو بالحصى أثناء قيامه بجولة انتخابيّة في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو.
فقد تجمّع عدد من المتظاهرين في حين كان ترودو يهمّ بالصعود إلى الباص الانتخابيّ، وتمّ إلقاء بعض الأشياء باتّجاهه.
وقال الزعيم الليبرالي فيما بعد إنّه رُشق بالحصى ولكنّه بخير، وتمّ توجيه تهمة في وقت لاحق إلى رئيس الدائرة الانتخابيّة المنتمي لحزب الشعب في كندا بزعامة ماكسيم برنييه.
وغالبا ما تتخلّل الحملات الانتخابيّة مظاهرات احتجاج، لكنّ العديد من العاملين لدى الأحزاب أعربوا عن قلقهم إزاء ما يجري هذه المرّة.
وقد اضطرّ الزعيم الليبرالي جوستان ترودو إلى إلغاء نشاط انتخابي في آب أغسطس الماضي لأسباب تتعلّق بالأمن.
وأصدرت ميشيل رامبيل غارنر عضوة مجلس العموم الخارجة عن حزب المحافظين في دائرة كالغاري – نوس هيل بيانا في وقت سابق من الحملة الانتخابيّة، قالت فيه إنّها تعرّضت لسلوك مؤذٍ خلال جولتها الانتخابيّة.
وقالت رامبيل إنّ رجالا يحملون كاميرات اقتربوا منها وطالبوا أن تردّ على نظريّات المؤامرة.
كما تلقّت في الأسبوعين الماضيين تهديدات بالموت من قبل شخص اتّصل بمكتبها وتفوّه بعبارات مسيئة حسب ما كتبت ميشيل رامبيل غارنر في بيان.
ومن المؤسف حسب قولها، أنّ العديد من زملائها، وبخاصّة النساء من كافّة التوجّهات السياسيّة يتعرّضون لهذا النوع من السلوك.
ويقول إيفان بالغورد المدير التنفيذي للشبكة الكنديّة لمكافحة الكراهية إنّ هذه الحملة الانتخابيّة هي الأسوأ التي عاينها في التاريخ الحديث من حيث نشاط اليمين المتطرّف، والتي يقول إنّها تحدث إلى حدّ بعيد بسبب الجائحة.
وينتهز نشطاء اليمين المتطرّف الجائحة كما يقول بولغارد ويتحدّثون عن كمامات إلزاميّة ووسائل لقتل الأطفال أو اختطافهم أو جعلهم عقيمين، ويختارون كبش فداء من بين الأشخاص الذين يعتقدون أنّهم يديرون الدمى ، الزعيم الليبرالي جوستان ترودو والسلطات الصحيّة في المقاطعات حسب اليمين المتطرّف.
ويحلّ الحزب الليبرالي في طليعة الذين يستهدفهم اليمين المتطرّف كما يقول بولغارد، ويرى البعض منهم أنّ المحافظين متواطئون مع الليبراليّين.
وتقول كارلا كوالترو عضوة مجلس العموم الخارجة ومرشّحة الحزب الليبرالي عن دائرة دلتا في بريتيش كولومبيا إنّها تشاهد المزيد من تعبيرات الغضب والكراهية خلال هذه الحملة الانتخابيّة مقارنة بالأعوام السابقة، بما فيها كتابات على الجدران معادية للساميّة ومجتمع الميم.
وتحقّق الشرطة في عدد من هذه الحوادث كما قالت كوالترو التي اعتبرت أنّ اللهجة غير مقبولة على الإطلاق.
ويقول تايلر كارفر مرشّح المحافظين عن دائرة كيتشنر-ساوث-هسبلر في أونتاريو إنّ شرطة واترلو تحقّق في هجوم تعرّض له أحد المتطوّعين في حملته الانتخابيّة.
وفي الشرق الكندي، قدّم عضو مجلس العموم الخارج والمرشّح الليبرالي دومينيك لوبلان شكوى إلى الشرطة الملكيّة الكنديّة بعد أن رشّ أحدهم بالطلاء عبارة كوفيد- نازي على إحدى لافتاته الانتخابيّة.
وأشار لوبلان إلى سلوكيّات أخرى مسيئة، من بينها رشّ طلاء يتحدّث عن والدته التي توفّيت قبل سنة كما قال.
وتقول أنيتا أناند الوزيرة وعضوة مجلس العموم الخارجةومرشّحة الحزب الليبرالي عن دائرة أوكفيل إنّ 35 بالمئة
من لافتاتها الانتخابيّة تعرّضت للتخريب، و الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للنساء حسب قولها.
ويقول إيفان بالغورد المدير التنفيذي للشبكة الكنديّة لمكافحة الكراهية إنّ العنف هذه السنة يأتي في سياق ما يتمّ تداوله من كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.
(سي بي سي/ كاثارين تيونّي/ ترجمة و إعداد مي أبو صعب)