صوتت كندا بعد ظهر اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار غير ملزم يدعو إلى ’’وقف إطلاق نار فوري لأسباب إنسانية‘‘ بين إسرائيل وحركة حماس.
ويعكس هذا التصويت تحولاً كبيراً في موقف كندا السابق المتمثل في التصويت لصالح إسرائيل على القرارات الرئيسية في المنظمة الدولية.
’’علينا الإقرار بأنّ ما يتكشف أمام أعيننا لن يؤدي إلّا إلى تعزيز دائرة العنف. هذا لن يؤدي إلى هزيمة حماس التي هي أمر ضروري‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أمام الصحفيين في مبنى البرلمان في أوتاوا عقب التصويت في الأمم المتحدة.
مع أخذ مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين في الاعتبار، تنضم كندا إلى الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية
وأضافت جولي أنّ كندا أعلنت منذ البداية أنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
’’وكيفية دفاع إسرائيل عن نفسها أمر مُهم. إنه مُهم لمستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين، ومُهم لمستقبل المنطقة‘‘، أوضحت وزيرة الخارجية الكندية.
وكان رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو قد قال في وقت سابق اليوم إنه يدعم جهود المجتمع الدولي الرامية لتحقيق وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني حيث تدور معارك طاحنة بين القوات الإسرائيلية من جهة ومقاتلي حركة حماس وفصائل فلسطينية أُخرى من جهة أُخرى.
’’نأمل في أن تتم استعادة وقف الأعمال العدائية، وندعم الجهود العاجلة التي يبذلها المجتمع الدولي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار‘‘، قال ترودو في بيان مشترك مع نظيريْه الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، والنيوزيلندي، كريستوفر لوكسون.
وحرص رؤساء حكومات الدول الثلاث الحليفة على تكرار إدانتهم ’’القاطعة للهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)‘‘ وأصروا على حقّ إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، إلّا أنهم ذكّروها أنه في ’’الدفاع عن نفسها، عليها أن تحترم القانون الإنساني الدولي‘‘ وأنّه ’’يجب حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية‘‘.
ثمن هزيمة حماس لا يمكن له أن يكون استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين.
نقلا عن مقتطف من بيان رؤساء حكومات كندا وأستراليا ونيوزيلندا
وقبل تصويت كندا المختلف عن السابق في الأمم المتحدة بعد ظهر اليوم، عكَسَ هذا الكلام تحولاً في لهجة ترودو. فرئيس الحكومة الكندية تجاوز اليوم ما سبق له أن طالب به.
فقبل هذا الكلام كان ترودو يطالب ويكرّر المطالبة بـ’’هدنة إنسانية‘‘ في القطاع الفلسطيني الذي تحاصره إسرائيل وتقصفه بشدة وتواصل فيه عملية عسكرية برية واسعة النطاق. كما سبق له أن دعا إسرائيل أكثر من مرة لأن تمارس ’’أقصى درجات ضبط النفس‘‘ لمنع وقوع خسائر في أرواح المدنيين الفلسطينيين.
وقال ترودو أيضاً إنه أجرى ’’محادثة طويلة ومفصلة‘‘ مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم قبل ساعات من التصويت في الأمم المتحدة، وإنه كرّر على مسمع رئيس حكومة إسرائيل التزام كندا بحلّ قائم على أساس دولتيْن.
نؤمن بعمق بأنّ لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة وحول العالم من أجل التوصل إلى حل قائم على أساس دولتيْن، حيث يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون العيش في سلام وأمان وازدهار ضمن حدود معترف بها دولياً.
نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
يُذكر أنّ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل قرابة 1.200 شخص، معظمهم من المدنيين.
وردّاً على هذا الهجوم، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس المسيطرة على قطاع غزة، فحاصرت القطاع الفلسطيني بشكل كامل وقصفته بشدة وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى الآن بمقتل 18.412 شخصاً فيه، ثلثاهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
واختطف مقاتلو حماس في هجومهم على جنوب إسرائيل حوالي 240 شخصاً أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة. وبعد تبادل لإطلاق الأسرى بين إسرائيل وهذه الحركة الإسلاموية الفلسطينية خلال هدنة إنسانية دامت سبعة أيام وانتهت قبل أقلّ من أسبوعيْن، لا يزال نحو 135 من هؤلاء الرهائن محتجزين في القطاع الفلسطيني.
(نقلاً عن موقع راديو كندا )