بقلم: فرج ميخائيل
للعملة وجهان فقط …ولكل وجه أهميته…فالأول يدل على حدث مهم أو شخصية تاريخية والآخر لا يقل أهمية لأنه يعرفنا بقيمة العملة ..و بالتالى نعرف كيف نستفيد منه.
وعلى كل حال فإن وجهى العملة ميدان وليس منهما ضرر البته.
وكذلك عندما نريد أن نتفحص شيئا قبل شراؤه فإننا نتمعن فى تفاصيله وانظر إليه من كل الجهات..وفى ذلك حكمة وحذر لابأس بهما .
وعندما نفكر فى اى مشروع فلابد من اللجوء إلى المختصين لعمل دراسة الجدوى ليتبين مدى الخسارة والمكسب وفى ذلك حرصا على عدم الفشل.
وعند النظر فى اى قضية فإن كل من المحامى والقاضى لا بد أن يدرسان كل الحيثيات بكل دقة واستدعاء الشهود لاستبيان الحقيقة
ومناقشة وجهات النظر المختلفة..وذلك للحكم بالعدل وأنصاف المظلوم.
أما الطامة الكبرى عندما يتصف الإنسان بأنه متعدد الوجوه وازدواجية الشخصية مما يجعل من حوله فى حيرة من امره.
فإن ذلك يفقده مصداقيته و يمنعه من الحكم السليم فى الأمور لأن وجهة نظرة ليست مبنية على مبادئ ثابتة ومنطق صادق إنما تكون حسب الظروف التى يتعرض لها وتتغير الآراء مع تغير الشخصيات..
فكما أن الحرباء تغير لونها على حسب البيئة المحيطة بها..فإن حكمه يتغير وما يوافق مصلحته اولا واخيرا..فتأمل فيه أبشع الصفات من نفاق وكذب وظلم ..
فنرى الوجه الوديع عندما يكون له مطالب عند من هم يفوقونه قوة أعلى فى المنصب…والوجه الغضبوب والمنتقم عندما تتنقل إليه السلطة..ويكون ورعا فى أماكن العبادة و منحرف عندما يلجأ إلى اصدقاء السوء لتحقيق أغراضه…ف تتعدد الأقنعة و يسقط الأبرياء فى براثنه..
فإنه يسئ إلى كل من يحيط به سواء كان حبيب أو قريب فهو لا يهتم إلا بتحقيق أغراضه وبناء مستقبله على حطام الآخرين..
ولكن هل يرجى بفعله إلى المنتهى ..هيهات.. فإن من يظن نفسه أمير الناس وامهرهم فى الخداع ولا يعترف أن هناك من يفهم ويشعر و يلاحظ عن قرب فإنه لا حقاً مسكين..عديم البصيرة..فغروره يخيل له ذلك..وحتى ان نجح فى بادئ الأمر من إتقان الخداع فلابد فى النهاية من كشف الأقنعة من الأذكياء الذين يتصفون بالنقاء والرقى فى الفكر و المشاعر.
للأسف تعدد الأقنعة فى أيامنا..فمن تظنه على نهج موسى نكتشف بعد حين أنه فى جبروت فرعون …
فكم من بيوت تهوى ..وكم من حب يخفى الكثير من مشاعر الكره أو الانتقام .. وكم من الصداقات بنيت على الغش والخداع لتحقيق نجاحات مزيفة عن طريق المحسوبية..وكم من أعمال خيرية يكون الغرض منها الفوز بمركز رأسي…وكم من مسئول تملق ووعد ولكن عند الحصول على المركز المنشود يتعلل بعلل لاأول لها من آخر..
فكن كما خلقك الله صادق امين ..فالله يخلق كل ماهو حسن ولا تكن على شبه العالم وتعاملاته الشريرة .. ولا تسمى الأشياء بغير أسمائها فالخداع هو غش وليس مهارة… واستقطاب ذو النية الحسنة فليس ذكاء بل دهاء.. والكذب هو كذب وليس الصدق على اى حال..
فحذار من أوجه الناس المختلفة..ومن الابتسامة التى تخفى ورآها السخرية..والوجه السعيد الذى يداري الكثير من الحقد …
فأقنعة البشر متعددة وليس منها فائدة ولا من ورآها مكسب..إنما وجهين العملة المعدنية أصدق و انفع.. فيا لها من خسارة عندما يصدق المعدن ويكذب البشر..!!