شعر: جاسم نعمة مصاول
ثمةَ امرأةٌ
تنتسِبُ الى الأسطورةِ
إعْتَقَلَتْ جسَدي منذُ عصورٍ
تَسللتْ بين أصابعِي
مثلَ الضوءِ الهاربِ مع الريح
مثلَ موسيقى تنبعثُ
من امواجِ البحرِ
مثلَ فراشةٍ فرحةٍ
بزهورِ الزنابقِ
احتَفلتُ بنورِها
افتَرَشْتُ ضفائرَها
طردتْ وحشتِي خلفَ جدارِ الصمتِ
أُعيدُ رسمَ صورتِها
في خارطةِ العَرﱠافينَ
تحملُني الريحُ بلا دمعٍ
أحلمُ أن تأتيني طيفاً
كقَمَرٍ ملتهِبٍ
تطردُ أيامَ الثلجِ
عن قصائدَ هربتْ من ذاكرتي
تفتحُ أوجاعي
تدفئُ الحدائقَ الباردةَ
التي هجرتها الطيورُ
مَنْ يرسمُ وردةً
في صفحةِ وجهي
مَنْ يطردُ الكآبةَ عن حديقتي
أتعرضُّ للريحِ
وأصابعي لم تَصِلْ الماءَ
مازالَ المطرُ بعيداً
عن شفاهِ الصبايا العاشقاتِ
شعراءُ الغربةِ يثرثرون بقصائدَ غزلٍ
في ليالي الثلجِ الموحشةِ
وأنا أسمعُ أحزاني
يرتدُ صداها مع الريح
يفصلني عن تلك الزهرةِ
وحشةٌ … دمعٌ … جمرةٌ
يجفلُ البردُ من لهيبها
مفتوحٌ قلبُها للعشقِ
تأخذُني طرقٌ لربوتِها
كطيرٍ يرتجفُ من ندى الصبحِ
لا وقتَ للرثاءِ
العصافيرُ تبتعدُ عن موطنِها
الفراتُ أصبحً حزيناً
تطرزُ عينيه الكآبةُ
لأن الوطنَ جريحُ
وامرأةً عاشقةً اغتصبَها الاغرابُ
كيفَ يبتعدُ الشاطئُ
عن طقوسِنا … عن ذكرياتِنا
أحلمُ بامرأةٍ ترسمُ لي
وطناً من قوسِ قزح
تطلُّ نَوَافِذُهُ على أسْوِرَةِ القمرِ
امرأةٌ تحملُ مطراً من ضوءٍ
وتفتحُ أنهاراً في صباحاتِ المدنِ المقهورة
لتعانقَ شمسَ اللهِ
عند يقظةِ الفجرِ،،،،،