بقلم: فـريد زمكحل
عندما تتغَّول المصالح السياسية لبعض الدول الكبرى على مصالحنا الوطنية والسياسية ويتم القبول بها والاستسلام لها من بعض الأنظمة العربية تحت أقاويل ومسببّات خادعة، منها الخوف من قطع المعونات الاقتصادية والعسكرية المقدّمة من الولايات المتحدة الأمريكية لبعض هذه الأنظمة، وهي تعرف بأن ما تقدّمه الولايات المتحدة بيدها اليمين يتم استعادته بيدها الشمال من خلال تلويحها بفتح بعض ملفات الفساد السياسي المتعلقة بحرية الرأي وحرية التعبير وحقوق الأقليات المتعلقة ببناء الكنائس ودور العبادة وقضايا التمييز العنصري وملفات غياب الديمقراطية والحياة الحزبية المعروفة والمنتشرة في معظم الأنظمة العربية التي تحرص على وجودها في السلطة، على حساب كل هذه المعطيات وعلى حساب ما تفرضه وتقتضيه المصالح الوطنية لهذه الدول التي أعلنت عن استعدادها للتنازل قبل أن يُطلب منها ذلك عن كافة الحقوق الوطنية بما فيها القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين قسرياً للعديد من دول العالم بما فيهم مصر والأردن من خلال تصفية الشعب الفلسطيني عسكرياً، بشكل علني أو مستتر كما قبلت ورضخت لكل ما حدث ويحدث في ليبيا والعراق والسودان وسوريا ولبنان ومزَّق الأمة العربية من المحيط إلى الخليج والبقية تأتي.
بعد أن نسى الجميع مدلول معنى السيادة الوطنية أو تناساه للحفاظ على مواقعهم وعروشهم وكراسيهم وأنظمتهم غير الوطنية.
لذا أنا لا أنتظر أو أتوقع أن تعود الحقوق الوطنية المشروعة ولا أنتظر قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة بل على العكس أتوقع الاجهاز على هذه الفكرة والقضاء عليها نهائياً كما لا استبعد أن تتعرض سوريا وكذلك السودان وليبيا للتقسيم الممنهج وبالتبعية سيأتي الدور على كل من السعودية ومصر والذي لا يرى بأن الأرضية باتت جاهزة لتنفيذ كل هذه المخططات مع غياب الحريات، وغياب العدالة والقانون والأهم القضاء على كل القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والوطنية واختفائها أمام (الأنا) وحكم الفرد وجشع السلطة وحب المال، والذي لا يرى كل هذا هو شخص أعمى لا يرى أو يتجاهل عن عمد رؤية كل هذه الحقائق وما يحدث في الشرق سيؤثر سلباً في استقرار الغرب في ظل غياب القانون الدولي وغياب دور المؤسسات الدولية المنظمة لشئون العالم، وأنا هنا لا أتنبأ بقدر ما أقوم بالتدقيق المتآني لكل ما يدور في عالمنا المعاصر من خلال استدعاء أحداث الماضي ومقارنتها بالحاضر فيتضح لي وبما لا يدع مجالاً للشك المستقبل بكل ما يحمله من تحديات قد تذهب بالجميع وبالعالم إلى نقطة اللاعودة لو لم يتفقد الله عباده ويلطف بهم، وهو سميع مجيب!