بقلم: يوسف زمكحل
أخيراً بدأت شعوب أوروبا تستفيق مما يدور حولها بعد ما وجدت نفسها تواجه أزمات تؤثر على حياتها نتيجة سياسات حكامها الذين يهمهم أرضاء الولايات المتحدة الأمريكية وبابا بايدن أكثر من أرضاء شعوبهم ولا أدري لماذا تذكرت اليوم عندما خرجت الشعوب منذ سنوات في مظاهرات سُميت وقتها بمظاهرات الربيع العربي في كل من سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن تطالب باسقاط حكامها نتيجة الأستبداد وغياب الديموقراطية واليوم أري شعوب أوروبا تخرج هي الأخرى لتعبر عن غضبها ضد سياسة حكامها وسياسة حلف الناتو التي يدفعون ثمنها اليوم باهظاً .
في فرنسا خرج الفرنسيين يطالبون بإسقاط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وخرج الألمان أمام المصانع التي تمد أوكرانيا بالسلاح وخرج التشيك والهولنديين والبلجيك معبرين عن غضبهم من تحملهم ثمن الحرب الروسية الأكروانية التي كانت ممكن أن لا تحدث لولا سياسة حلف الناتو التوسعية والتي تريد أن يكون لها اليد العليا في هذا العالم!
تصورت أمريكا وأوروبا في البداية أن روسيا لن تصمد كثيراً أمام العقوبات التي فرضت عليها وهي فعلاً كانت عقوبات قاسية لو كانت على أي دولة أخرى لكانت إنهارت في غضون أيام قليلة ولكن فوجئ الجميع بأن روسيا والقيصر بوتين صامدين بل يحققون أنتصارات على الأرض بعد سبعة شهور من اندلاع الحرب!
هناك نبؤة لإحدى المنجمات تقول أن بوتين سيحكم العالم ولكني اري مستحيل تنفيذ ذلك على أرض الواقع ولكن من الجائز جداً أن تتعاطف الشعوب مع بوتين لأنه صاحب حق وأنه أستطاع أن يواجه أستبداد أكثر من دولة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي يجب أن تستجيب للمطالب الشعبية!
كان أجدر على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتبني مؤتمراً عالميا تشترك فيه جميع الأطراف للتهدئة والعمل على القضاء على فكرة الحرب في مهدها قبل أن تكبر بدلا من استفزاز روسيا كل يوم بقرارات لها عواقب قاسية على الغرب قبل روسيا نفسها .!
ويبدو أن الولايات لمتحدة لم تكتفِ بما يعانيه العالم اليوم نتيجة الحرب الروسية الأكروانية فذهبت بعيداً لتايوان لتبيع لها السلاح حتى تستفز الصين وتدخلها في حرب معها وتخلق للعالم أزمات أكثر قسوة مما يعانيها العالم اليوم وحسبي الله ونعم الوكيل .