- انتخاب الرئيس جوزاف عون لرئاسة الجمهورية شكل صدمة إيجابية لمعظم اللبنانيين .
- سياسة ترامب فيما يعود للشرق الأوسط تحمل نفس أولويات سياسة الإدارات السابقة من حيث اعتبار إسرائيل أولى الأولويات الأميركية
أجرى الحوار: منى حسن
مديرة مكتب «الرسالة» في بيروت
قال السفير المتقاعد مسعود معلوف الخبير،في الشؤون الأميركية أن الدعم القطري للبنان ليس جديداً ولا ينسى اللبنانيون دعم قطر لإعادة إعمار الجنوب بعد حرب 2006 وعبارة “شكراً قطر” ستبقى محفورة في ذهن اللبنانيين الى الأبد.
وأكد في حوار من واشنطن ”للرسالة الكندية” تتابع قطر دعمها المتواصل للبنان، وهي تتمنى أن ترى حكومة فاعلة بعيدة كل البعد عن الفساد من أجل تقديم المساعدة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في مناطق عديدة من لبنان. لم ولن تتأخر قطر في المساعدة، ولكن ينبغي قبل كل شيء أن يكون هنالك حكومة حاصلة على تأييد المجتمع الدولي وأن يكون المسؤولون اللبنانيون الذين سيتولون تنفيذ المشاريع نظيفي الكف.
س: كيف تقمون الدور الدور القطري في لبنان ؟ خصوصا بعد أن أبلغ رئيس الوزراء القطري المسؤولين اللبنانيين استعداد دولة قطر لتقديم المساعدات في شتى المجالات والقطاعات، لا سيما بعد تشكيل الحكومة؟
ج: الدعم القطري للبنان ليس جديداً ولا ينسى اللبنانيون دعم قطر لإعادة إعمار الجنوب بعد حرب 2006 وعبارة “شكرا” قطر” ستبقى محفورة في ذهن اللبنانيين الى الأبد. والآن تتابع قطر دعمها المتواصل للبنان، وهي تتمنى أن ترى حكومة فاعلة بعيدة كل البعد عن الفساد من أجل تقديم المساعدة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في مناطق عديدة من لبنان. لم ولن تتأخر قطر في المساعدة، ولكن ينبغي قبل كل شيء أن يكون هنالك حكومة حاصلة على تأييد المجتمع الدولي وأن يكون المسؤولون اللبنانيون الذين سيتولون تنفيذ المشاريع نظيفي الكف، وهذا ما يطلبه اللبنانيون أيضاً.
س: كخبير في الشؤون الأميركية في واشنطن كيف تقيمون سياسة الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط؟
ج: سياسة ترامب فيما يعود للشرق الأوسط تحمل نفس أولويات سياسة الإدارات السابقة من حيث اعتبار إسرائيل أولى الأولويات الأميركية، والفرق الوحيد هو أنها تنافس إدارة الرئيس السابق بايدن في مدى تأييدها لإسرائيل، وقد رأينا ذلك في الأيام القليلة الماضية، عند استقبال ترامب لنتنياهو في البيت الأبيض، حيث فاق هذا الأخير كل توقعاته وحصل على أكثر بكثير مما كان يحلم به، إذ طالب ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وفي ذلك تشجيع هام جدا لإسرائيل وخاصة للأحزاب اليمينية، كي تستمر في حربها ضد الفلسطينيين. ومن جهة إيران التي أصبحت تعتبر الأولوية الثانية في سياسة الولايات المتحدة الأميركية بسبب تطورات نشاطها النووي، فقد أصدر ترامب قرارا يمنع فيه إيران من امتلاك السلاح النووي ويمنعها أيضا من تصدير نفطها، وتوقيت هذا القرار قبل ساعات محدودة من لقائه مع نتنياهو فيه رسالة واضحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة لن تنجر الى حرب ضد إيران إذ أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لعدم تمكين إيران من الحصول على السلاح النووي. جدير بالتوضيح هنا أن نتنياهو يسعى الى استدراج الولايات المتحدة لتشاركه في حرب ضد إيران للتخلص من منشآتها النووية، وقد تمكن بايدن من تجنب الدخول في حرب مع إيران، وها هو ترامب الآن يعطي نتنياهو رسالة واضحة بعدم رغبته بالإنجرار الى مثل هذه الحرب.
س: هل بدأ العصر الذهبي للولايات المتحدة الأميركية كما أعلن الرئيس ترامب ، وهل أميركا ستصبح أعظم دولة في العالم في عهد الرئيس ترامب ؟
ج: شخصياً، أنا اعتقد عكس ذلك إذ أن الولايات المتحدة قد فقدت الكثير من مصداقيتها عالميا حيث سحب ترامب في ولايته الأولى عام 2017 الولايات المتحدة من عدد من المنظمات الدولية الهامة مثل الأونروا واتفاقية باريس للمناخ ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية وعندما دخل بايدن البيت الأبيض عام 2021 أعاد انضمام الولايات المتحدة اليها، وها هو ترامب ينسحب مجددا من هذه المنظمات حيث أصبحت المسألة وكأنها ألاعيب سياسية في حين ان الوجود الأميركي في هذه المنظمات هام جدا سواء من حيث حقوق الإنسان والحريات العامة والدفاع عن الديمقراطية في العالم، أو من حيث حماية المناخ والأمور الصحية مثل إنتاج اللقاحات المختلفة أو تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن ومصر، كل هذه الأمور أفقدت الولايات المتحدة الكثير من مصداقيتها على الصعيد العالمي، يضاف الى كل ذلك قرار ترامب إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. اما على الصعيد الداخلي، لا بد من ذكر قرارات الرئيس ترامب بإنهاء خدمات مئات آلاف الموظفين الحكوميين وخاصة قراراته الإنتقامية من الموظفين في وزارة العدل وفي وكالة الإستخبارات المركزية، كل ذلك من شأنه أن يؤثر سلبا على سمعة الولايات المتحدة عالميا بدل أن يدخلها في العصر الذهبي خاصة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة التي ووجهت برفض عالمي، وأقول دون تردد أن الآتي أعظم آملاً أن أكون مخطئاً في تقديري.
س: كيف تقيمون الوضع السياسي في لبنان بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية؟
ج: إن انتخاب الرئيس جوزاف عون لرئاسة الجمهورية شكل صدمة إيجابية لمعظم اللبنانيين وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة أضاف بعدا إيجابيا الى كل ما يتمناه اللبنانيون. فالرئيس عون هو قمة في القيادة العسكرية وفي نظافة الكف إذ تسلم الجيش مئات ومئات الملايين من الدولارات كمساعدات بالمال وبالسلاح ولم يسمع أحد مجرد تلميح بسوء استعمال قرش واحد من هذه المساعدات، بعكس ما يحصل في إدارات الدولة الأخرى، كما أن الرئيس عون قمة في الوطنية وفي إرادته بإخراج لبنان من الأوضاع الصعبة التي يعاني منها منذ عقود. ورئيس الحكومة المكلف هو قمة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية ونظافة الكف، وهذا ما يجعل اللبنانيين يأملون بمستقبل باهر لبلدهم. الأمر الآن يتوقف على تشكيل الحكومة وما سيتضمنه البيان الوزاري آملين أن يشمل النقاط التي أوردها فخامة الرئيس في خطاب القسم. ولكن لا بد من التوضيح أن التأخر في تشكيل الحكومة يقلل بعض الشيء من آمال اللبنانيين الذين يخشون ان يتم عرقلة برنامج الرئيس في محاربة الفساد إذ أن هنالك جهوداً واضحة للوقوف في وجه هذه المساعي الآيلة بصورة خاصة الى إخراج الفساد من جميع الإدارات اللبنانية.
س: هل انتم متفائلون في مستقبل لبنان ؟
ج: لبنان في تاريخه الحديث منذ الإستقلال، مر بمراحل مختلفة منها حروب وظروف صعبة، ومنها فترات رخاء وسلام وازدهار، وأنا الآن أعتقد أنه بعد فترة الصعوبات التي عشناها في السنوات الأخيرة فإن مرحلة من السلم والإستقرار والإزدهار تنتظرنا، خاصة وأن وجود الرئيس عون والرئيس سلام في قمة الحكم تعطينا أملاً واضحاً وكبيراً للتفاؤل بمستقبل باهر وجميل لبلدنا الحبيب لبنان.
وطبعاً الأمل والتفاؤل يزيدان عندما نرى دولاً صديقة وشقيقة مثل دولة قطر مهتمة بلبنان وجاهزة لتقديم المساعدة والدعم.