بقلم: سونيا الحداد
فتح شمس عيناه وهو لآ يدري كيف دخل في سباته العميق هذا. لآ يذكّر سوى عرابته العجوز نجمه التي وضعت يدها على صدره ساعة شعر بغثيان يشبه غثيان التسمّم بعد أن شرب أكسير البلور الذهبي رغبة وحشرية منه في الحصول على اجوبة لم يكن مهيأ لها بعد، وقد نبهته نجمه من مغبة التسرّع وعدم الصبر خلال رحلته المصيرية. نظر حوله مسلوب الفؤاد بما يحيط به من سكون عميق ونسيم عليل يداعبه، يهمس له بالأمان؛ يتساءل لو أنه في الجنة التي يتحدثون عنها في الكتب وكل من اختبر الموت وعاد منه، ليجد نجمه جالسة بالقرب منه تنتظر استيقاظه من سبات الانتقال الضوئي الذي تعرض له مهيأة حجرا ورديا شفافا شفافية النور، تعشقه العين قبل أن يسلب الوجد. ترى نفسك مندفعا إلى لمسه، ضمه بين يديك وعلى صدرك. ابتسمت نجمه بسرها وعرفت أنه في المكان المناسب، في الوقت المناسب، وأنه قادر على المضي قدما في رحلته المصيرية.
• ماذا حصل وأين أنا؟
• أنت الآن في مملكة البلور الوردي. مررت بتطورات جسدية وروحية عديدة بعد أن اختبرت السلطة، القوة وملذات الدنيا العديدة. تعرفت على جزء من أوجه الحياة وأمامك تنتظرك اختبارات أخرى عديدة. ستتعلم كيفية مواجهتها والتعامل معها مستعينا بطاقتك الذاتية التي تحمل يوما بعد يوم ألوان الحياة القزحية تتجمّع في مراكز الطاقة الأساسية في جسدك والتي نطلق عليها اسم دواليب الطاقة. محطات نورانية ستفتح لك أبوابها يوم تصلها. اليوم يا ولدي انتقلت إلى محطة النور الوردي الشفاف، سيفتح دهاليز قلبك الذي بات مستعدا إلى استقبال هالته الوردية تجعل منه طفلا . إنها هالة الحب والحب يا ولدي هو أعظم الأسرار الكونية والأكثر سموا. دونه لا يمكن لك الارتقاء أبدا. دونه لن تعرف البراءة وفرحها، لن تعرف معنى الاندهاش العفوي الذي يتحلي به الأطفال. دونه لن تعرف معنى التسامح والغفران، بلسم الروح ومخلصها.
لذا يا ولدي
لا تقل حبيبي الا اذا نادت به روحك
الحب أبعد من المادة، الوجدان والزمان
إنه النور السرمدي المتشرد أبدا
يبحث عن توأمه!
فتحت نجمه صرتها وقدمت له حجرها البلوري الثمين: «خذ هديتي لك هذا الحجر البلوري. ضعه على قلبك في جلساتك التأملية واطلب مساعدته كلما شعرت بالتوق الى الحبيب. كلما شعرت بالخوف والضعف وثقل التجارب. دع روحك تنصهر به تولد بعدها درة وردية والنور توأم!