بقلم: كنده الجيوش
بداية ما سأورده هنا هو رؤية لتيار عام ولردود افعال كان من اول قادتها ومن ثم ضحاياها الرئيس الأمريكي (السابق) دونالد ترامب.. وتبدو اليوم كالموجة بين مد وجزر .. وربما لاتنتهي حتى بعد خروجه من الحكم.
ومن هنا.. الى قصة ومثال.. مقال وكاريكاتير عن المجموعات الشابة غالبا التي بدأت وبشكل (عدواني) وسمي هذا الشكل ب (النشيط والفعال) بالاستحواذ على مقاليد إدارة الشركات الكبرى في أوائل أيام ثورة المعلوماتية في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي.
وسميت حينها بالثورة الشبابية الإيجابية وأصبح ينعت ومن باب الذم كل كبير وذو خبرة كبيرة بالديناصور.. طبعا مع التحفظ على كلمة (ديناصور) لانه بالفعل هناك طبقات وفئات من الديناصورات لا زالت تحكم العالم ومقدراته وشركاته وإعلامه بطريقة قديمة لا تتماشى مع التطور بشكل او بآخر.
ولكن .. وهنا .. وقع الكثيرين في فخ هذا الاتهام بالتحجر و الهجوم غير العادل على الخبرات القديمة الذكية. وأصبحت هذه الحملة الظالمة من قبل الشباب نشطة على كل صاحب خبرة قديمة على أساس انه لا يستعمل الكومبيوترات بشكل صحيح.. والعالم كله يدار بالكمبيوتر والإنترنت .. مثلا.
وجزء من هذه الحملة كان يقودها بعض من الشباب الذين لهم باع كبير بالمعلوماتية ولكن خبرتهم المهنية والحياتية قليلة. وكانت الحملة جزء من المساعي لإخفاء هذه النقص.
ولكن سرعان ما بدأ العالم بالانتباه الى ما يجري اذ بدأت الأخطاء تتكاثر ونتائجها تتراكم وبعضها كان كارثي.. الى ان بدأت المواجهة وظهر من يقوم برسم كاريكاتير لرجل صغير يرتدي ثيابا بربرية من اوربا القديمة ويقف فوق طاولة وبيده سلاح تحت عنوان (البربريون على الطاولة)!
وكان هذا وسط مساع لتصحيح مسار والاتجاه نحو الوسطية في الرؤية والتطبيق بين الجيل القديم والجيل الحديث.
اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية وعندما نرى ما حدث عندما جلس احدهم على مكتب نانسي بيلوسي ووضع قدمه فوق الطاولة دون احترام للطاولة او المكتب في الكونغرس الأمريكي او كل الرمزيات التي تقف وراءهما.. تعود فكرة البربرية (مع كل الاحترام للبرابرة ولا اعتقد انه يجب ان يستخدم اسمهم للإساءة).
الذي يحصل اليوم في الولايات المتحدة ليس وليد حقبة ترامب او سياسته وحدها.. ولكن هناك تيار يجري في الولايات المتحدة والعالم ووصول ترامب كان وليد وسيد بان معا لهذه الظاهرة.. ولاحقا ضحية لها.
سياسة ترامب اليوم لديها اعداد لا يستهان بها من المؤيدين.. وهذا يعكس الكثير من التوجهات في الولايات المتحدة اليوم.
الديمقراطية ولانتخابات قالت من سيحكم. ولكن من يشعر بالغبن سواء العرقي او الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي يعيشه كل يوم.. او أشخاص تضللهم المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل.. اوأشخاص – محذلقين كلاما وليس فكرا – يمنحهم اليوم محيط وسائل التواصل الاجتماعي أدوات لارضاء غرورهم تحت غطاء حرية التعبير.. وانجرار المغرر بهم!
وهذا يتطلب الكثير من اعادة النظر وإصلاح ما يمكن اصلاحه لحماية احد اهم الديمقراطيات في العالم!
وللمرة الألف … احداث العالم تثبت لنا ان الأحداث الدرامية يمكن لها تحريك الشارع بشكل اسهل واسرع من قبل بكثير ويمكن ان يحدث من قبل أطراف تستغل مفاصل الضعف. وأحيانا يمكن ان تخرج حتى عن سيطرة من سعى اليها وتنقلب عليه مثلما حدث مع ترامب.