أفادت تقارير إسرائيلية اليوم الخميس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن تفاهمات سابقة مع واشنطن حول المبادرة الأمريكية-الفرنسية لوقف إطلاق النار في لبنان ، ووفقًا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن نتنياهو أشار بتصريحاته بعد وصوله إلى نيويورك، والتي قال فيها: «سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا»، إلى انسحابه من «تفاهمات صامتة» مع الجانب الأمريكي بشأن قبول المبادرة.
وقالت مصادر مطلعة إن نتنياهو كان قد توصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة تضمنت ترحيبه بالمبادرة بشكل علني، لكن في النهاية قرر عدم التطرق للمقترح ورفضه. وأضافت هيئة البث الإسرائيلية «كان 11» أن واشنطن كانت تعتزم نشر المبادرة اليوم الخميس بالتنسيق مع نتنياهو، لكنه انسحب من الاتفاق في اللحظات الأخيرة.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن نتنياهو نقل شفهياً إلى الإدارة الأمريكية تراجعه عن وقف إطلاق النار بعد تعرضه لضغوط سياسية داخلية. كما ذكرت الصحيفة أن نتنياهو ووزيره المقرب رون ديرمر كانا على اطلاع دائم بالجهود السياسية الأمريكية والفرنسية، لكنهما غيّرا موقفهما أثناء الرحلة إلى الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، هدد إيتمار بن غفير، رئيس حزب «عوتسما يهوديت» ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، بالانسحاب من الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله». وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة «هآرتس» إن نتنياهو اتخذ خطوة مشابهة أثناء المفاوضات حول صفقة الأسرى الإسرائيليين في غزة، حيث خشي من الانتقادات الداخلية.
في بيان صدر مساء الخميس، أشار نتنياهو إلى أن زيارته للأمم المتحدة تهدف إلى «إيصال كلمة إسرائيل إلى العالم»، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية تمكنت خلال الرحلة من القضاء على رئيس وحدة الطائرات المسيرة في «حزب الله». وأضاف: «سنواصل ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة ولن نتوقف حتى نحقق أهدافنا، وأهمها عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».
من جهته، أكد البيت الأبيض أن الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار جاءت بالتنسيق مع إسرائيل، مشيرًا إلى استمرار المحادثات في نيويورك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن الهدف من البيان المشترك هو إفساح المجال أمام الدبلوماسية لتجنب حرب شاملة.
وأفاد موقع «أكسيوس» أن نتنياهو كان مشاركًا بشكل مباشر في صياغة وقف إطلاق النار المؤقت، لكن المقترح لم يتم مناقشته في اجتماع الكابينيت الإسرائيلي يوم الأربعاء.
وفي وقت سابق، نفى مكتب نتنياهو الأنباء المتداولة عن وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدًا أن الحديث يدور حول مقترح أمريكي-فرنسي لم يتم الرد عليه بعد، بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزراء في الحكومة يعارضون وقف إطلاق النار ويدعون إلى استمرار الهجمات حتى تحقيق نصر كامل.