بقلم : ﭽاكلين جرجس
دائما ما يكون الطفل هو محور اهتمام كل دول العالم المتقدم ، فتراعى معظم المؤسسات الثقافية والفنية مواصلة العملعلى تشكيل هوية الطفل ورسم الخيوط الأولى لبنائه العقلي والتوعوي و لذلك أولت العديد من حكومات العالم أهمية كبرى لسينما الأطفال و بات صناع السينما و روادها يهتمون بشكل خاص بهذا المنتج السينمائى التربوي والتنويري البديع ذات الجاذبية الخاصة للطفل في كل الدنيا ، كما عمل الروائيين على التجديد الدائم فى أحداث رواياتهم وإضافة المزيد من عناصر الإبهار و الإبداع والتشويق لجذب المشاهد الصغير ، فباتت سينما الطفل تنافس غيرها من سينما الأفلام الروائية التراجيدية أو الكوميدية و بالرغم من أنها افلام تستهدف الطفل فى المقام الأول إلا أنها جذبت جمهورمن الكبار الذي آخذ في الازدياد سنة بعد سنة ، مما خلق حالة من التوازن الفكرى و الثقافى لدى متلقيها في العالم .
لكن فى الأونة الأخيرة ظهر جليًا دعم منصة ديزني للمثلية الجنسية من خلال بعض الأعمال المعروضة على المنصة وأثار فيلم الرسوم المتحركة “Lightyear” الجدل، وهو و تم منع عرضه في العديد من الدول قبل أن يُعرض لاحتوائه على مشاهد مثلية، رغم تناوله شخصية كرتونية شهيرة ارتبط بها الجمهور العربي والمصري في سلسلة الرسوم المتحركة “TOY STORY” كما أنها تستهدف الشرق الأوسط من باب التنوع وتقبل الآخر، ولكننا نتقبل الآخر في اللون والدين لكن ليس بهذا النوع .
بقوة وإصرار أدارة مثل تلك الشركات على دعم نشر أفكار وثقافات جهات الانتاج في كل ربوع الدنيا قالت كايتي بيرك، رئيسة “ديزني”: “سنتجه لجعل محتوانا أكثر شمولا”، متابعة: “من الآن فصاعدا، سنزيد من المحتوى المتعلق بالمثليين، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسيًا، واللا جنسيين ، لذذلك علينا اليقظة و الانتباه لما يعرض على أولادنا من خلال منصات الانترنت و توعيتهم أن المثلية تحرمها الأديان و أنها نتيجة أمراض نفسية من الصغر لذلك علينا عدم التسرع في قبول ذلك المدد الخارجي في مجال استيراد مواد قد يكون بعضها غير متوافق مع خططنا في إعداد طفل وشاب المستقبل
و من المستغرب أنه بالرغم أن الريادة فى عالم السينما فى الوطن العربى يعود الفضل فيها إلى مصر و أثمر أنتاجها فى مجال سينما الأطفال عن بعض أفلام الرسوم المتحركة مثل “العصفورة عزيزة” الذي فاز بجائزتين تقديريتين في مسابقة دولية لسينما الأطفال، و “خمسة واحد” و”قصة شجرة” و”الأراجوز فرقع لوز” و”زيزي الشقية” و”السندباد الأخضر” و”نرجس” لكن هذا الانتاج لم يكن قدرا على المنافسة عالميا .
و عليه نحتاج أن تتبنى مؤسسات الدولة فكرة انتاج أفلام للأطفال ذات محتوى تربوى و فنى و تقنية عالية تتناسب مع جيل الميديا و الانترنت ، وأن يبدأ المركز القومى لثقافة الطفل وصندوق التنمية الثقافية والهيئة العامة لقصور الثقافة فى الإعلان عن مسابقات لكّتاب روايات الأطفال و اختيار أفضل سيناريوهات لتحويلها إلى افلام مبهرة تضاهى افلام ديزنى ، أن تعود برامج الاطفال الهادفة و الجاذبة إلى التليفزيون المصرى ،خاصة وأن لدينا المواد التاريخية المبهرة و الجذابة التى تساهم فى تكوين شخصية الطفل بداية من التاريخ الفرعونى و حتى الأن التى يمكنها أن تصل بالمشاهد الصغير إلى التمتع بقدر طيب من الثراء الفكرى و المعرفى والجمالي .
و عليه أثمن الأفكار التى تم طرحها من المهتمون بصناعة الدراما والانيمشين فى مصر لإنتاج العديد من الانيمشين لاجتذاب الشباب بعيدا عن الأعمال التي تتضمن تلك النماذج التي يرون أنها غير متوائمة مع تقاليد مجتمعاتنا ،كما دعوا إلى تخصيص ميزانيات ملائمة لإنشاء قنوات تبث محتوى جيد يجذب أطفالنا بعيدا عن هذا التوجه المقلق للقنوات العالمية، كشركة ديزني التي أنتجت الكثير من الشخصيات المشهورة في كل بيت كميكي ماوس ، ودونالد دك ، وعلاء الدين… وغيرها ، كما تمتلك استديوهات مارفل وشخصيات سبايدر مان وهالك وكابتن أمريكا وغيرها..
فنحن مطالبون دائمًا باليقظة عند التعامل مع عقل ووجدان فلذات أكبادنا خاصة وأننا نعيش فترة تتضافر فيها الجهود من أجل بناء الإنسان المصري .. فنحن نُعد أجيال تقود مسيرة البلد و نجاحها يجب أن يكون هناك توعية للأطفال بعلم و فهم لخلق جيل قوى ناجح مثقف .