بقلم: يوسف زمكحل
أعتقدت أمريكا وأوروبا التي تسير خلفها أن العقوبات على روسيا بسبب حربها ضد أواكرانيا سيضعف روسيا وسيجبرها على وقف الحرب التي بدأتها في 24 فيراير الماضي ولكن يوماً بعد يوم يكتشف العالم بأن قوة روسيا تزداد على الأرض بينما أوكرانيا تخسر بل تُدمر قطعة قطعة بسبب أنسياق الغبي زلينسكي وراء أمريكا دون النظر إلى مصلحة بلاده وشعبه الذي إما ترك البلاد وأصبح مشتتاً في كل بقاع الدنيا، أو بقي في بلاده ليواجه شبح الموت نتيجة صاروخ محتمل ممكن أن ينزل هنا أو هناك!
وما يواجهه المواطن الأوكراني أصبح اليوم يواجهه أيضاَ المواطن الأوروبي ولكن بطريقة أخري فالمواطن الأوروبي أصبح يعاني من أرتفاع أسعار السلع التي أختفى البعض منها في الأيام الأولى من الحرب ثم عادت للظهور مرة أخرى ولكن بضعف السعر وأصبحت الحكومات تطلب من مواطنيها التقليل من إضاءة المنزل وعدم الأستحمام يومياً وعليهم أستخدام وسائل النقل بدلاً من أستخدام سياراتهم .
وبدأت ألمانيا على سبيل المثال البحث عن مصدر آخر للطاقة غير روسيا التي سوف تقطع الغاز عنها آجلا أو عاجلاً ففكرت في قطر ومصر وفنزويلا لكي يمدوها بالغاز قبل أن يأتي فصل الشتاء الذي بات في الأفق أنه سيكون شتاءاً قاسياً إذا لم تنتهِ هذه الحرب وترفع العقوبات عن روسيا .
والغريب والمدهش أن المواطن الأوروبي غير غاضب من حكوماته التي تنساق وراء أمريكا دون أن تضع مصلحة شعوبها في الاعتبار ويبدو أن أمريكا نجحت في تنويم اوروبا حكومات وشعوب مغناطيسياً التي تخاف من غضب العو (أمريكا) الذي ممكن أن يغضب ويفرض عليها العقوبات!
أمريكا اليوم التي تجبر أوروبا على فعل أشياء ستضرها بالتأكيد وفي نفس الوقت هي مستفادة فهي زادت من صادراتها ومنها البترول وأزداد الدولار قوة بينما أصيب اليورو بهبوط شديد .
أوروبا تعاني اليوم وستعاني في الغد أكثر وأكثر والحرب في أوكرانيا لا يوجد مؤشرات بأنها سوف تنتهي قريباً والمشاكل والأزمات ستزداد والمواطن الأوروبي سيعاني الأمرين بسبب سياسات حكامه الأغبياء الذين يقفون بجوار بلد هددت أمن بلد آخر متناسين أن هذا البلد الآخر هو الوحش والتنين الذي إذا غضب ممكن أن يفعل الكثير بل في قدرته أن يطيح بمن هدد حياته غير مبالياً بأي شئ عملاً بقول الروائي الإنجليزي شكسبير أكون أو لا أكون .!