بقلم: م. هيثم السباعي
بالتأكيد لن يكون العالم بعد هذه الجائحة كما كان قبله. فكما نرى العالم بأسره وقف كما يقول المثل العامي (على رجلٍ واحده). لم يشاهد العالم إلا خلال الحروب العالمية خلو الشوارع بكاملها من الناس وكان ذلك الخلو ينتهي بانتهاء الأسباب التي أدت إليه. أما أن تبقى شوارع مدن العالم، لا فرق بين الفقيرة والغنية، خالية لأشهر إلا من بعض المارة الذين لا يزيد عددهم عن أصابع اليد يومياً فهذا لم يحدث بتاريخ البشرية. لماذا؟ بسبب ڤيروس ميت لا يرى بالعين المجردة لم يقف أمامه لا المليارات ولا التقدم العلمي والتكنولوجي ولا القنابل النووية أو الأسلحة التقليدية فشكل بذلك تسونامي بيولوجي عالمي لم تشهدة البشرية من قبل. ِ
يعلم الجميع أن هذا السؤال اذي ورد كعنوان لهذه الخاطرة تردد على ألسنه الجميع من مختلف الفئات البشرية صغاراً وكباراً، أغنياء وفقراء متعلمين وأميين، مؤمنين وملحدين ملوكاً ورؤساء رعاة ورعية. في الحقيقة ليس من السهل الإجابه بدقة على هذا السؤال ولو أن هناك بعض البراهين يمكن الإستدلال بها والتنبؤ ببعض التغيرات لأننا لن نتمكن من حصرها قبل مرور زمن ما نرى فيه تداعيات الحجر الإختياري/الإجباري الذي نعيشه اليوم.
دعونا قبل التنبؤ بالمستقبل نلقي نظرة على وضع العالم اليوم. توقفت كافة الأعمال والأنشطة الصناعية والتجارية حول العالم عدا تلك التي تعتبر حيوية. أدى هذا إلى بقاء ملايين العاملين في منازلهم، منهم من يستطيع ممارسة عمله من المنزل وآخرين فقدوا أعمالهم مؤقتاً أو بشكل نهائي.
شاركت مع بعض المحللين برصد بعض التغيرات المتوقعة وتوصلت إلى أن الڤيروس الجديد:
١. لم يفرق بين كبير وصغير وملك وحقير
٢. من المحتمل أن يعود للزيارة في الخريف أوالشتاء القادم.
٣. سيزيد كلفة المعيشه التي لن تعود إلى ماكانت عليه والغلاء مستمر وربما يستغل من قبل أصحاب النفوس المريضة، خاصة في الدول الفقيرة، وذلك بسبب إنخفاض إنتاج المواد الغذائية على مستوى العالم.
٤. قضى على غالبية الأعمال الصغيرة إن لم يكن جميعها لأنها لن تتمكن من العودة لممارسة أعمالها، أي ماتت.
٥. سينشر البطالة ويزيدها بين الشباب خاصة بسبب الإعتماد على تقنية المعلومات (الشبكة العنكبوتية) لتنفيذ غالبية الأعمال.
٦. تسبب بانهيار إقتصاديات بعض الدول التي لن تتمكن من إستعادة عافيتها.
٧. أثر على الحريات المدنية والشخصية لأنها لن تعود إلى ماكانت عليه بسبب إعلان حالات الطواريء التي ستستغلها بعض الأنظمة، حتى الديموقراطية منها لتشديد قبضتها الأمنية على مواطنيها.
٨. جعل الخصوصية الشخصية بخبر كان لأن الدول المتقدمة والمتخلفة تتنصت على مواطنيها عبر الهواتف والأجهزة الإليكترونية الذكية الأخرى بحجة متابعة إنتشار الڤيروس.
٩. قد تعاني بعض المجموعات الدولية كمنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة من التهميش.
١٠. قد تزدهر الصناعات الدوائية.
١١. الڤيروس غير مهمات جيوش العالم ولو جزئياً أو عدلها مؤقتاً على الأقل.
١٢. زاد العنف المنزلي وتسبب بارتفاع نسب الطلاق والإنفصال العائلي.
١٣. الإيجابية الوحيدة التي ظهرت بعد زيارة هذا الضيف غير المرغوب فيه هو انخفاض التلوث في العالم وعودة الهواء النقي يهب على مدن العالم.
١٤. لن يتمكن العلماء رغم العدد الكبير من المخابر التي تعمل حول العالم لإيجاد لقاح له إلا أنه يحتاج إلى ١٢ – ١٨ شهراً على الأقل.
١٥. ليس هذا فقط بل إن بعض العلماء يتوقع استمرار الجائحة حتى العام ٢٠٢٢.
١٦. أخيراً وليس آخراً، هذه الجائحة ستكشف لنا عن عظمة بعض القادة أمثال رئيسة وزراء نيوزيلاندة چاسيندا آردن وقماءة آخرين.
قد يتبين لنا سلبيات أخرى بعد القضاء عليه فتبادل الإتهامات بين الدول العظمى حول مسؤولية إنتشاره واعتقال رئيس قسم الكيمياء الحيوية (البيولوجية) بجامعة هارڤارد بتهمة التعاون مع الصين ونقل معلومات علمية قد تكون حساسه ترقى إلى درجة التجسس واختفاء أو بالأحرى تهريب ٢١ عينه من مخابر الولايات المتحدة إلى الصين كلها تؤشر إلى أن المعركة لم تنته وربما لن تنتهي بشهور.
مع أخلص التمنيات بالصحة للجميع.