بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
السيد المسيح علمنا أنه والآب واحد صحيح لا يقبل الطرح أو القسمة، وبأنه كلمة الله المرسلة بصورة فريدة، كما علمنا بأنه نزل من السماء أي أنه كان موجوداً في السماء كا إله واحد قبل أن ينزل إلى الأرض ويتجسد من السيدة مريم العذراء.
وعقيدة التجسّد الإلهي في المسيحية عقيدة كبرى ذات جوانب عديدة سوف نتناولها من خلال النقاط التالية:-
1- معنى التجسد
2- أهداف التجسد
3- كيفية حدوث هذا التجسد الإلهي
والرد على كل هذه التساؤلات الخاصة بعقيدة التجسد بمثابة إجابة على كل المغالطات التي يطرحها منكرو آلوهة السيد المسيح:
أ- معنى التجسد: وفقاً لقول نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب: التجسد في المسيحية عقيدة جوهرية خلاصية اتحادية:
1- جوهرية: لأنه لا يمكن التفريط فيها وغيابها إلغاء للمسيحية وغياب لها.
2- خلاصية: لأنها أساسية لخلاص الإنسان من خلال عمل الفداء للسيد المسيح. لأنه لا فداء بدون موت وسفك دم.. ولا يوجد موت بدون تجسد.
3- اتحادية: بمعنى أن حلول كل ملء اللآهوت جسدياً، يمهد لسكنى الله في أجسادنا البشرية .. لأنه إذا ترَّفع اللآهوت عن الاتحاد بالناسوت «الجسد البشري» معناه استحالة سكناه فينا .. وهو ما يعنى الهلاك بعينه .. لأن الاتحاد بالله هو الطريق الوحيد للغفران والملكوت والأبدية.
والتجسد الإلهي يعنى أن الله ملك الملوك ورب الأرباب قد أخلى ذاته من صورة المجد وأخذ جسداً إنسانياً .. وهنا يقول القديس بولس عن ذلك: « أخلى ذاته أخذا صورة عبد صائراً في شبه الناس» في 2:7 . وهو ما يعنى أن الله غير المنظور ظهر في الجسد وفي هذا يقول القديس بولس:» عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد « أتي 3:16
وهو ما يعنى أيضا «أن كلمة الله في الابن قد أخذ جسداً إنسانياً وحل ورأيناه» .. وهو ما قال عنه القديس يوحنا الحبيب: «والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً» يوا : 14، 15
ب- أهداف التجسد الإلهي: كان لابد أن يتجسد الله ويصير إنساناً للاسباب التالية:
- قول السيد المسيح: «ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» مت 20:28
وكذلك قوله: «ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك» مت 18:11
وهكذا أعلن السيد المسيح بكل وضوح أنه جاء من أجل فداء الإنسان بموته عنه وعنا جميعاً
4 – تجديد خلقة الانسان:
وقد قال السيد المسيح ذلك بوضوح بقوله:
«أنا أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل « يو 10:10 . حيث الصورة التي خلق عليها الإنسان فسدت بالسقوط، وكان لابد من إصلاحها وتجديدها ولا يمكن أن يقوم بذلك إلا الله وحده.. وفي هذا يقول القديس أثناسيوس الرسولي: « لم يكن ممكنا أن يحول الفاسد إلى عدم الفساد إلا المخلص نفسه الذي خلق منذ البدء كل شئ من العدم، ولم يكن من الممكن أن يصبح الإنسان المائت غير مائتاً إلا ربنا يسوع المسيح الذي هو الحياة ذاتها.
إلى هنا أترككم جميعاً بمخافة الله ومحبته حتى نلتقى مجدداً في العدد القادم من جريدة الرسالة الغراء..