بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
في العدد السابق من الرسالة رقم 456 تناولت البند الرابع والخامس من سلسلة النتائج المترتبة على قيامة السيد المسيح من الأموات، وفي هذا العدد سوف أستكمل باقي هذه النتائج بتناول البند السادس والأخير الذي ترتب على هذه القيامة المجيدة ألا وهو:
6- إعلان حقيقة قيامة الموتى وتمتع المؤمنين الحقيقيين منهم بالله إلى الأبد:
أ- يشك الكثير من الناس ويُشكك في فكرة وجود بعث بعد الموت، إلا أن قيامة المسيح من الأموات لم تدع مجالاً للشك في هذا الأمر على الإطلاق بعد أن أعطت للمؤمنين الحقيقيين رجاءاً وطيداً في التمتع بحياة روحية سعيدة مع الله إلى الآبد بعد الموت، لا على اساس أعمالهم التي لا تستطيع في أحسن حالتها أن تكفر عن خطيئة واحدة من خطاياهم ولا تهبهم طبيعة روحية قادرة على جعلهم يتوافقون مع الله في صفاته السامية بل على أساس كفاية كفارة المسيح لأجلهم على الصليب والتي تجلّت في قيامته المجيدة من بين الأموات وتواصل عمله الروحي في نفوسهم.
ب- لذلك قال الرسول بولس «لكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة القائمين .. لأنه إذ كان الموت بإنسان الذي هو (آدم) فيإنسان أيضاً من حيث الناسوت آلا وهو (المسيح) قيامة الأموات … لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (1 كورنثوس 15: 22-20) إن كان إيمانهم به إيماناً حقيقياً.
لأنه كما دخلت الخطيئة إلى العالم دون ذنب جنيناه هكذا أقتضت حكمة الله أن يكون خلاصنا دون دفع أي ثمن من جانبنا وعلى كل منّ يريد التمتع بهذا الخلاص أن يعلن كرهه للخطيئة وتنصله التام من آدم الأول وبالطبيعة العتيقة التي ورثها منه ويرتبط بآدم الجديد الذي هو المسيح من خلال الإيمان الحقيقي به فينال بذلك طبيعة روحية جديدة يستطيع بها التوافق مع الله في صفاته السامية.
ج- فضلاً عن إعلان الله للمؤمنين الحقيقيين الذين سيكونون أحياءاً على الأرض عند المجئ الثاني للسيد المسيح سوف لا يتعرضون للموت الجسدي بل سينقلون أحياء إلى السماء وكما يقول الكتاب المقدس «لا نرقد كلنا ولكننا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير … فإنه سيبوق فيُقام الأموات بلا فساد ونحن نتغير لأن هذا الفاسد (ويقصد الجسد الذي فسد بالموت) لابد وأن يلبس عدم فساد، وهذا المائت (ويقصد الجسد الحي القابل للموت) يلبس عدم موت ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت حينئذ تصير الكلمة المكتوبة: «ابتلع الموت إلى غلبةٍ» أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟ «1 كورنثوس 15: 51-55» وكل هذا يحدث بفعل قيامة السيد المسيح الذي قضى على رهبة الموت والقى نوراً ساطعاً على الأبدية الخالية من كافة المجالات الشهوية الجسدية .. حيث سيكون الجميع هناك كملائكة الله … في ملكوت السماوات..
إلى هنا اترككم في رعاية الله ومحبته وفائق رحمته على أن يكون حديثنا في الأعداد القادمة من الرسالة إن شاء الله عن موضوع جديد تحت عنوان (ماذا قال السيد المسيح عن شخصه) مع أطيب الأماني بعيد قيامة مجيد لجميع شعوب المسكونة عامر بالأمن والصحة والسلام ومحبة الله الأبدية للجميع.