بقلم: سونيا الحداد
يا طفل المغارة تعالى بيننا وادخل قلوبنا وديارنا التي أنهكها مصاصي الدماء وأهل الرياء وخفافيش الظلام التي تملأ سمانا، تضطهد وتقتل أبناءنا خوفا من نورك. هيرودس هذا العالم ما زالوا يذبحون الأطفال خوفا من ولادتك. نورك الطاهر في براءته والذي لا تقوى عليه أبواب الجحيم، يثير الحقد في قلوبهم لأنه يعريهم ويهدد عوراتهم.
تعالى بيننا وطهرنا من الفريسيين الذين دخلوا بيعتك، تاجروا بها ودنسوا الأرض حيثما حلوا. أنهم جزء من تجار الهيكل في هذا العالم الحزين، يبيعون النور ويشترونه، يشرعون قواعده وطبيعته حسب طلب الأسواق. نورهم وحده بريق الذهب ورنين الفضة أما داخلهم فهو كالقبور المليسة وداخلها العفن.
تعالى بيننا كي يحيا الطفل في داخلنا الى الأبد. كي نتعلم النظر الى هذا العالم من خلال عيون الأطفال كلما اشتد الظلام حولنا، فمن لم يتمعّن في عيون الأطفال يوما لن يعرف نورك. وحدها هذه العيون هي ما يحتاجه العالم من أجل خلاصه. وحدها هذه العيون هي التي تنقذنا لأنها لا تتبع لأية شريعة ابتكرها فريسيوا هذا العالم من قبلك ولا من بعدك، وجعلوا منها أديانا.
تعالى بيننا كي يبقى حب الحياة والتعجب بها حيا فينا. كي ننقذ لغة الأطفال ومملكتهم. كي نتمكن من مواجهة شر هذا العالم بالمحبة. وحدها هي نورك وأنت سيدها. ولادتك في قلبي هي النور الذي أنعمت به الحياة عليّ وكم أنا ممتنة لها فلقد أهدتني خير النعم وأسبغت بها علي… أنت طفلي الذي يملأ حياتي فرحا وتعجبا. أهلا بك أيها الحبيب !