بقلم : إبراهيم كحيل
الحلم بالمفهوم العام هو التفاؤل بالمستقبل وما يحمله من خير لنا هذا المفهوم وبالمنطق هو الحلم ولكن أحلام الشعب السوري تعدت حدود المنطق والعقل فهي الوحيدة التي تحلم بالأمس القريب أمس الذي كانت تنعم فيه سوريا بالأمن والأمان أمس الذي كان فيه المواطن ومهما كان فقيرا يستطيعً أن يطعم صغاره ويدخلهم المدارس والجامعات مجاناً أمس كان الجميع يحصلون على العلاج مجاناً والموظف يعيش عيشة مقبولة على الأقل تحفظ له ماء وجهه أمام المجتمع كل ذلك وأكثر كان بالأمس إلى أن أتت الثورة المزعومة وهي الثورة الوحيدة التي اجتمعت عليها ودعمتها معظم دول العالم إلا الشعب السوري التي خرجت باسمه فقد أعادت سوريا إلى العصور الوسطى أو ما قبلها فكل ما كان ينعم به الشعب السوري نسفته الثورة وحل محله القتل والتدمير والطائفية والتدمير الممنهج للبنى التحتية والعصبية المذهبية المغلوطة
تنطلق الثورات لتنصف الفقراء وتلغي التفاوت الطبقي بين كافة فئات المجتمع إلا في هذه الثورة المستوردة فقد قضت على كافة فئات الشعب ودمرته اقتصاديا وفكريا وحتى اجتماعياً.
لقد كان الهم الأول للمواطن السوري هو الوضع الأمني بشكل عام ولكن مع دخول الحرب العالمية على سوريا عامها السادس بات هم المواطن الوضع الاقتصادي المرير الذي يعيشه وخاصة بعد فرض الحصار على سوريا وأنا اعتبر هذا الحصار هو على الشعب السوري وليس الحكومة السورية كما تروج له الدول الداعمة للإرهاب على سوريا فالتباكي والتصاريح التي تطلقها ليل نهار والتي تنادي بضرورة إنقاذ الشعب السوري كان أجدر بها أن توقف دعم الإرهاب أولاً وفك الحصار الاقتصادي عن الشعب السوري ثانيا ليعود للمواطن السوري بعض مما أفقدته إياه تلك الحرب البغيضة والثورة السوداء الصماء من امن وأمان ورخاء واستقرار لكافة افراد الشعب السوري الذي احتضن العرب في محنهم ودافع عن قضايا الشعوب العادلة في كل مكان في العالم.
من ارض سوريا خرجت الحضارة وانتشرت الديانات السماوية وظهرت أول كتابة عرفت في تاريخ البشرية لتصدر للعالم اجمع فهل تستحق هذه البلاد المباركة وهذا الشعب الأبي كل هذا الحقد والإرهاب
لذلك كله بات الحلم بالماضي هروب من الواقع البغيض الذي يعيشه الشعب السوري وتفاؤل بعودته لمستقبلهم الذي ينشدونه لأطفالهم علهم يجدون الأمن والأمان وقليل مما تمتع به آبائهم في عصر ما قبل الثورة … الثورة التي قضت على حاضر ومستقبل الشعب السوري وأبناؤه فهل ينصفهم الحلم بعودة رغد الأمس لنعيشه غدا؟؟؟