شعر: نسرين حبيب
أَتَيْتَني في ليلة ٍداكنة،
دخلتَني صامِتًا،
أجّجْتَ ناري المُطفَأة، أَحرَقْتَني بها
أشعَلْتَ حطبًا في مَوقدٍ غفا فيه الرّماد.. وتناثرَتْ ذرّاتُه
ملأتَ قنديلي زَيتًا، أنَرتَني
فَتَحْتَ نافذتي، بعثَرْتَ غُباري
وحينما لفحَتِ الرّيحُ السّراجَ.. أطفأَتْهُ
مَدَدْتَ يَدَكَ وعاوَدْتَ إِحكامَها
فأَوصَدْتَ معها كلَّ أملٍ خامِد
وَغَرِقَ المكانُ في سوادٍ غابر وصمتٍ كافِر
وَلَّيْتَ.. ونَسَيْتَ أن توصِدَ خشبةَ روحي
وَأنا، أين أنا من كلّ هذا!؟
قابعةٌ في إحدي الزّوايا المعتِمة، أَتَأمّلُك
أترقَّبُ طيفَكَ المتنقّل، وأَنتظِرُ بصيصَ نورٍ ضائع في السّكون المخيّم
ها تَضُمُّنا جدران أربعة من دون لهفةٍ وشغف
أينَنا مِنّا!؟
شحَّ عبيرُنا وصمتَتْ همساتُنا في هدأةِ المساء
الرّيحُ تُنذِرُ اللّيلة.. والبردُ يَلفُّ الزّمن
والعشق هاربٌ من بين الأضلُع
يا لها من ليلةٍ غابرة
صادفَتْني في شرخي.. وبِكَ رسمَتْ خاتِمَتي
صَبَغَتْني بِحزنِها لكنّها علّمَتْني أنّك كنت وهمًا
عشْتُ في ظلالِه.. وتلحَّفْتُ كَنَفَه..
كفاني من تُرَّهاتِ الحبّ كفاني
ما هو إلّا رمز يَسكنُ أسطورتي
ويَركضُ في جنانِ خيالي..