بقلم: سونيا الحداد
واقع الحكم بالسجن والجلد على امراة محامية تدافع عن حقوق الأنسان ترفض ارتداء الحجاب، وخاصة اذا حاولت الدفاع علنا فانها تُتهم بالتعامل ضد النظام والمساس بمعنويات ومقامات المرشدين الروحيين! مرشدون متآمرون على البقاء بالأرهاب، على شركتهم الأستثمارية يتاجرون بالدين والأله والهواء وكل ما هو حيّ يحوم في فلك أهل الرياء…
واقع نساء وفتيات صغيرات يتم خطفهن سبايا تُشترى وتُباع في الأسواق او تُمرر على جماعة الاصحاب لأشباع غرائزهم الحيوانية . ماذا أقول عن الزوجات الأطفال؟ فتيات صغيرات بعمر الورود يعقد قرانهن على أشباه الرجال مقابل حفنة من المال. كل هذا ولا من سائل ولا مجيب لا في المجتمع ولآ على المنابر الدولية… نكتفي باحتجاجات واهنة هنا وهناك وبعض الخطابات الطنانة الفارغة التي تحدثنا عن الجنة تحت اقدام الأمهات وكم من أمهات لم يعرفن طعم الجنة ولا الخيار ولا الحب ولا أية حرية في الحياة ويعشن جهنم الساديين أشباه الرجال.
واقع فتيات يتم تخديرهن واغتصابهن من أقرب أصحابهن أو رجالهن بالذات، بغية تشغيلهن في المواخير، سلعة جنسية يدرون المال الوفير على قفاهن، وحكم القضاء على هذه الجرائم المريعة يكون مجحفا بحق الضحايا والذي لآ يتجاوز الخمسة سنين، أما الضحية التي دُمرت نفسيتها وحياتها ما عليها سوى الأستمرار في حياتها مثخنة بجراحها التي لن تدمل أبدا، هذا اذا لم تتهم بأنها هي السبب!
ماذا تفعلين ايتها المرأة من أجل التحرر من هذ الجحيم؟ يوما بعد يوم تخسرين مكتسباتك تحت شعار أنك تهتدين. يضحكون عليكي بوردة في يومك أو خطبة أو وعد بالجنة يوم الدين… يخيفونك من مجتمع المتحررات وأنت غير دارية حقيقة المؤامرات. كف تقبلين بارتداء الحجاب وتقولين انه خيار شخصي وهناك نساء تُذبح وتُرزل وتقبع في السجون وتُجلد باسمه؟ كيف تقبلين بأن يقرر مصيرك رجل وتدعين أنك لست عورة ولا ناقصة؟ الآ ترين الأنقسام البشع الذي يتفاحل يوما بعد يوم بين نساء العالم بهدف اضعافهن والتلاعب بهن؟ أي كرامة تتحدثين عنها وأي جنة وأي تقوى وصلاة وصوفية وانسانية وهناك نساء تُرجم وتُقطع رؤوسهن وتُجلد؟
توقفي عن الصلاة لأن سكوتك هو أكبرعار. ثوري، ثوري على المناهج والقوانين، على مُر الزمان والسنين. أهجري المضجع ودور العبادة وتعاليم المنافقين. قومي من تحت الرجمة وارفعي رأسك وواجهي النور. نعم نور الحرية مهما كانت تحدياتها. لآ تدعي بسمة أو وردة أو مضجع يموّه سجن الروح الذي تعلو جداره يوما بعد يوم ويكون صمتك هو شريك في الجريمة!
انتهى التكريم وعدنا الى الواقع الأليم. هل سنقف لحظة صمت حزنا على موت المرأة في القرن الواحد والعشرين؟