بقلم: هيثم السباعي
عبقري مخضرم من القرنين الماضي والحاضر، غادرنا قبل أشهر في العام الماضي، إنه العالم الفذ ستيفن هوكينغ (١٩٤٢-٢٠١٨)
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن حياة هذا العالم الأسطورة وآرائه الشخصية نتحدث اليوم عن رأيه بالعلاقة بين العلم والفلسفة إضافة إلى آرائه السياسية ومعتقده الديني.
٥. العلاقة بين العلم والفلسفة:
قال هوكينغ في مؤتمر ‘زايتغاست’ الذي نظمته شركة غوغل عام ٢٠١١ أن الفلسفة ميته، وأنه يعتقد أن الفلاسفة لم يواكبوا تطورات العلم الحديثة. وقال: أصبح العلماء حاملون لراية الإستكشاف في سعيهم وراء المعرفة. وعبر عن اعتقاده بقدرة العلم على حل القضايا الفلسفية العالقة، خصوصاً نظريات العلم الجديدة التي ستقودنا نحو صورة جديدة ومختلفة للغاية عن الكون وموقعنا فيه.
٦. أراؤه السياسية:
دعم هوكينغ حزب العمال البريطاني منذ أمد طويل وقام عام ٢٠٠٠ بتسجيل تحية تقدير لمرشح الرئاسة الأميريكية من الحزب الديموقراطي، نائب الرئيس الأسبق ‘آل غور’ (للتذكير آل غور كان نائباً للرئيس بيل كلينتون ١٩٩٢-٢٠٠٠)، واعتبر غزو العراق عام ٢٠٠٣ جريمة حرب ودعم مقاطعة الآكاديميين لإسرائيل وناصر الحملات المطالبة بنزع الأسلحة النووية ودعم أبحاث الخلايا الجذعية وتطبيق نظام رعاية صحيه شاملة يكفل الحماية المالية لكل المواطنين، كما دعم تطبيق إجراءات لمنع تغيير المناخ وكان من بين ٢٠٠ شخصية وقعت على رسالة لصحيفة الغارديان اللندنية تبدي الأمل ببقاء إسكتلندا جزء من المملكة المتحده دون استقلالها، وذلك في الفترة التي سبقت استفتاء شهر إيلول/سيبتمبر عام ٢٠١٤ بشأن هذه المسأله. رأى هوكينغ أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروپي سيلحق ضرراً بمساهمات المملكة المتحدة في المجال العلمي بسبب الحاجة الملحة للتعاون الدولي عند إجراء البحوث الحديثة ولما تلعبه حرية التنقل بين دول أوروپا من دور في انتشار وتناقل الأفكار، وعبر عن خيبة أمله إزاء انسحاب بلاده من الإتحاد الأوروپي وحذر من الإنعزالية.
عبر هوكينغ أيضاً عن قلقه الكبير بخصوص سياسات الرعاية الصحية في بلاده وقال أنه لولا هيئة الخدمات الصحية الوطنية لما استطاع العيش حتى السبعينات من عمره قائلاً: “لقد تلقيت إهتماماً طبياً ممتازاً في بريطانيا وشعرت بأهمية وضع الأمور في نصابها الصحيح، أنا أومن بنظام الرعاية الصحية الشاملة ولست خائفاً من قولي هذا.”
٧. الدين والإلحاد:
قال هوكينغ أنه لم يكن متديناً بالمعنى الدارج للكلمة ويعتقد أن الكون تحكمه قوانين العلم. كما قال: “هناك فرق أساسي مابين الدين الذي يقوم على السلطة وبين العلم الذي يقوم على الملاحظة والمنطق. العلم سيفوز لأنه يعمل.”
صرح هوكينغ عام ٢٠٠٨ بمايلي: “ربما قضى الله بالقوانين ولكنه لا يتدخل لكسر هذه القوانين.” واعتبر هوكينغ في مقابلة نشرتها صحيفة الغارديان أن مفهوم الجنه ليس إلا بأسطورة معتبراً أنه لاتوجد أي جنه أو حياة آخرة ومثل هذه الأفكار لم تكن سوى قصصاً خرافية للأناس ممن يخشون الظلام. كما قال عام ٢٠١١ في برنامج يدعى “الفضول” بثته قناة ‘ديسكڤري’: “جميعنا أحرار لنؤمن بما نريد ومن وجهة نظري الخاصة فإن أبسط التفسيرات هي أنه لايوجد إله. لم يخلق أحد الكون ولن يقوم أحد بتوجيه مصيرنا، وهذا مايقودني إلى إدراك عميق بأنه لايوجد على الأرجح جنة أو حياة آخرة. لدينا هذه الحياة الوحيدة لنقدر فيها التصميم العظيم للكون ولأجل هذا أنا ممتن إمتناناً كبيراً.”
شارك هوكينغ في مهرجان ‘ستارموس’ لعلوم الفلك والفضاء خلال شهر إيلول/سيبتمبر عام ٢٠١٤ وفيه أعلن نفسه ملحداً، وعقب على الأمر لصحيفة “إلموندو” الإسبانية قائلاً:”من الطبيعي بمكان أن نؤمن بأن الله خلق الكون قبل أن نفهم العلم. ولكن يقدم العلم الآن شرحاً أكثر إقناعاً. ما عنيته بقولي سنتمكن من معرفة عقل الله هو أننا سنتمكن من معرفة كل شيء يعرفه الله، هذا إذا كان الله موجوداً وهو ليس بالموجود. أنا ملحد.”
في الأسبوع القادم سندرج قوائم بعناوين أبحاثه ونظرياته ومؤلفاته والأوسمة والجوائز التي حصل عليها.
حتى ذلك الوقت أتمنى لكم جميعاً أطيب الأوقات وأسعدها.