بقلم: يوسف زمكحل
1- توقيع الرئيس دونالد ترامب على وثيقة تؤكد سيادة إسرائيل للجولان السورية الأصل هو بمثابة وعد بلفور جديد ومزيد من القمع والاحتلال والبطش والظلم والمعاناة لشعوب لا تجد العدل على الأرض وسيولَّد هذا القرار مزيد من الإرهاب والتطرف على مستوى العالم فعندما يغيب العدل تفتح كل أبواب الجحيم ابوابها ، ولا أدري هل البعض يغفل التاريخ عمداً ، أم سهوا أم افتراءاً أم مجاملة لدولة لتزيد من بطشها وظلمها .
هذا الاعتراف المقر من رئيس أكبر دولة هو خروج على الإجماع الدولي. والذي أضحكني أن الحكومة السورية قالت أن اعتراف واشنطن بضم الجولان السورية للمحتل الإسرائيلي اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي سوريا وسوريا منذ حرب 1967 لم تطلق رصاصة تحاول فيها استرجاع أراضيها المحتلة وكأنها قبلت بالأمر الواقع.
والحقيقة أن توقيع ترامب على هذه الوثيقة هو حبر على ورق لإعطاء شرعية لاحتلال جزء عزيز من دولة عربية وإسرائيل تمتاز بتزوير التاريخ فهي حاولت من قبل الحصول على مدينة طابا المصرية بعد انسحابها من سيناء بعد حرب 1973 لولا إصرار الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في ذلك الوقت ألا يتنازل عن أي شبر مصري وعرض القضية على محكمة العدل الدولية التي حكمت بعد مفاوضات صعبة بعودتها لمصر . وتوقيع الرئيس ترامب على هذه الوثيقة وضع كل الزعماء العرب في موقف محرج رغم إعلان بعضاً منهم رفضهم لهذا القرار إلا ان هذا الموضوع لم يزعجهم كثيراً فهو مجرد حبر على ورق لن يقدم أو يؤخر ولكن الحقيقة المؤكدة هو أن هذا القرار هو مسمار آخر في نعش عملية السلام التي تتبخر يوماً بعد يوم .
2- انحياز الرئيس عبد الفتاح السيسي لأصحاب المعاشات هي لفتة إنسانية تستحق الشكر والامتنان وطلبه من الوزيرة غادة والي إلغاء الاستشكال المقدم منها على حكم الإداريا العليا كما وجه وزارة المالية برد إجمالي المديونية المستحقة لصناديق المعاشات طرف وزارة المالية وبنك الاستثمار القومي من خلال إعداد تشريع خاص ينظم تلك الإجراءات على أن يبدأ تنفيذ التسوية أعتباراً من موازنة العام المالي الجديد 2019- 2020 وهو الأمر الذي سيضاعف من المعاشات في المستقبل القريب ، هذا القرار أثلج صدور أصحاب المعاشات الذين لم يستسلموا وحاربوا في المحاكم لعدة سنوات حتى نالوا حقوقهم بعد وقوف رئيس الدولة بجانبهم وإحساسه بمتاعبهم خصوصاً بعد تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار الكبير الذي تلى هذا القرار .