بقلم: عادل عطية
ولادة الحياة، هي الدافع الرئيسي، والغاية المطلقة لوجود الكون.
فالأم، تشارك في أعجوبة الحياة، وهي تلد طفلاً.
والأب، يغرس في نفوس أولاده، كل القيم، وكل المباديء، وكل المثل الإنسانية االرفيعة.
والزارع، يذهب إلى الحقول، متأثراً بما في الدنيا من طاقة و قوة، وينغمس من كل قلبه في استثمار الأرض؛ عارفاً: بأن طعام الأرض هو الميراث الرئيسي للبشر!
فهل يفوتنا – وتلوث البيئة يداهمنا -: أن نزرع الحياة لأولادنا؟!..
لنعط لكل ابن من أبنائنا، غرسة، ونطلب منهم: أن يتعهدوا هذا العود، حتي ينمو، ويغدو شجرة مهيبة وارفة، تحمل اسمه، ويفتخر بانتمائه إليها.
أليس الإنسان يطلق علي سلسلة أنسابه: شجرة العائلة، ابتداء من الجد الأكبر، وإلي آخر حفيد؟!..
فليكن – إذن – شجرة للعائلة.
شجرة حقيقية، تسطع وتتألق، وتترك في النفس: جمالاً، وغناء، وخضرة عين.
فالشجرة، هي الثمر، هي الظل، هي نسمة الحياة النقية.
وهي الصداقة، فالزمن يتغيّر، لكن الرابط العاطفي بين الإنسان والشجرة التي زرعها بحب وقلق لا يتغيّر.
وهي الوفاء، فأوراقها في الخريف تلامسنا، وهي تسقط. فلكي تستقر في مثواها الأخير عليها أن تمر بنا!
وهي إرثاً ثميناً رائعاً، فبعد أن نترك نحن هذه الدنيا، ستبقي هذه الشجرة في مكانها تتبع نشاط الأسرة، وتشاركها في الأفراح والأحزان، في السراء والضراء، وتسهر علي بيتنا، وأولادنا جيلاً بعد جيل!…