بقلم: كلودين كرمة
نعم ، القليل منه روانى واسعدنى.. فالقليل الصادق يمس القلب ويجعل الخيال يعبر حدود الزمان اكثر بكثير من الكثير الزائف.
ظننت فى وقت اننى نسيت من القلوب والأذهان..وظننت ان لندرة اللقاءات قد جفت المشاعر ولكن ها اتصال يثبت لى العكس ..فى بادئ الامر اعتقدت ان للمتصل طلب ما فأسرعت للرد لأمد يد المساعدة ولكننى فوجئت انه هو الذى يقدم لى كل المساعده ويبعث فى الحياة وكانه يعلم ما يجول بخاطرى ويصر ان يثبت لى العكس ليس بالكلام فقط بل بالفعل..أصحاب وأصدقاء واحد تلو الآخر يؤكد لى مدى حبه لى واهتمامه بإصراره على المشاركة فى حدث هام جدا بالنسبة اليه ويرجونى ان احرص على الحضور ، رغم محاولة اعتذاري بسبب كثرة المشاغل من جهة ومن جهة اخرى كنت لا أظن ان عدم مشاركتى يمكن ان يؤخذ فى الاعتبار.. ولكننى فوجئت بردة الفعل واخذ فى التعبير عن صدق دعوته ولكن ايضا قال لى ان وجودي لا بد منه حتى تكتمل فرحته.
ولم تمر اياما حتي اتصلت بى صديقة اخرى تدعونى لتناول الافطار معها ومجموعة من الاصحاب و تسألنى عما احب حتى تعده لى ولم افكر حتى بالاعتذار لأنها تدعونى و كأنه امر مسلم به و بثقة تامة بحيث انه لا يسعنى إلا قبول الدعوة مع الشكر والامتنان..ا
وما ادهشنى انه فى نفس التوقيت الذى كاد اليأس ان يستحوذ على مشاعرى تيقنت اننى كنت على بال اكثر من صديق يعد لى ما يفرحنى ..فتيقنت ان ظنونى لم تكن الا مجرد ظنون بالفعل وليس لها من الحقيقة فى شئ.
ان الانسان مع ضغوط الحياة والتوتر والقلق والصراع المستمر مع الظروف المحيطة وايضا مع تمسكه بحقه فى ان يحيا حياة كريمة يسعد بها فى اطار من السعادة يزينه الامل ويتوجه النجاح وحرصه على ان يحيط به الاصدقاء والأحباء، كل هذا يشكل نوع من الضغط النفسي ويمكن ان يؤدى فى وقت ما الى الضعف واليأس والإحباط مما يشعره بالوحدة القاتلة والعزلة حتى عن اقرب الناس اليه فتهرب منه الكلمات ويلتزم الصمت وبعد ان كان يلعب دورا مهما فى محيطه ،يشعر انه اصبح مجرد مشاهد يرى الناس تدور حوله منشغلين بأحوالهم عنه..فيظن حينئذ انه اصبح منسيا ، مهملا ولا يوجد احد يكترث لأمره..
فرفقا بأنفسنا ..لا نظلم انفسنا فنقلل من شأننا و لا نستهين بدورنا أو بما نقوم به من اعمال وبما نتحمل وطأته من مسؤوليات واتعاب.. ولا نتجنى على من هم منا وأقاربنا والملازمين لنا فى رحلة حياتنا ونتهمهم باطلا بنكران الجميل او التغافل والإهمال.
فالحياة بوجهيها المر والحلو نحياهما معا ونتشارك فى كل الاحوال ونجد السند لنا وقت الضيق و نستمتع بجمالها معا وقت المرح فترسم الفرحة على وجوهنا ابتسامة جميلة تبعث الامل من جديد فى النفوس.