فجأة وبدون مقدمات أفصحت للاستاذ عن رغبتي الشديدة في التعرف عليه عن قرب من خلال حوار صحفي يتاح لي من خلاله تسليط بعض الضوء على مشواره في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ودهاليز السياسة والصحافة والشعر والأدب، وكانت سعادتي لا توصف حينما قال بصوته الواثق الهادئ “ليه لأ مفيش مانع” وبتواضع الكبار ابتسم لي وكانت ابتسامته بمثابة تشجيع صريح لي لاجراء هذا الحوار.
وأنا هنا أتكلم عن الشاعر والكاتب الصحفي الاستاذ فريد فؤاد زمكحل رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الرسالة الكندية، ورئيس المنظمة الكندية الأفروآسيوية، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والسياحة والإعلام بالاضافة إلى أنه صاحب العديد من الاصدارات الشعرية التي تجاوز عددها 9 دواوين منها: العيب قلبي، امرأة في سطوري، حبيبتي دائما، الحبيبة والقصيدة، أنشودة حلم، كلمات حائرة، بقايا خربشات، رسالة إلى غبية، وبكاءً يغني غير ديوانه الجديد الماثل تحت الجمع والتدقيق لكي يطبع قريباً.
عزيزي القارئ اسمح لي من موقعي كصحفية في مكتب جريدة الرسالة بالقاهرة أن أرحب باسمي وباسم كل واحد منكم بأمير المعاني قيصر الشعر الكاتب الصحفي القدير الاستاذ فريد زمكحل الذي أدرت الحوار معه على الوجه التالي:
س: أولا أشكرك على قبول دعوتي لاجراء هذا الحوار الذي اعتز به واعده وساماً على صدري في مسيرتي الصحفية مع الحدث والكلمة والخبر، ودعني أسألك وبصراحة كيف قمت بترويض قلمك لتقديم المقال السياسي والريبورتاجات الصحفية بكل أنواعها بالاضافة إلى الشعر والأدب والاهتمام بالثقافة بوجه عام؟
ج: أولا أحب أن أشكرك على مقدمتك الراقية الرقيقة وأحب أن أقول لك صراحة بأن الشعر والأدب الصورة العاكسة لاوجاع ومشاكل المجتمع مثلها في ذلك مثل الرسم والتمثيل وبالتأكيد كتابة المقال بكل أشكاله وأنواعه يسير على ذات الاتجاه .. وحب الانسان لما يقوم به هو العامل الرئيسي لنجاحه خاصة إذا كان هذا الحب قوامه المسئولية والمصداقية.
س: لماذا تدور كتاباتك الشعرية حول المرأة؟ وما سر عشقك للمرأة؟
ج: المرأة ببساطة هي الأم والحبيبة والزوجة والشقيقة والابنة، يعني هي كل شئ .. وعشقي للمرأة طبيعي وفي مكانه لما لها من دور عظيم في حياة الأمم والشعوب وأولاً وأخيراً في حياة الرجل والأسرة.
س: ما هي مقومات نجاح وتميز كل كاتب أو صحفي أو شاعر أو أديب ؟
ج- المصداقية والثقة والتواضع
س: في مكتبتك الضخمة ما هو الكتاب الذي تكون حريصاً على وجوده فيها وما هي نوعية الكتب التي يهمك أن تقتنيها وتقرأها؟
ج- قواعد اللغة العربية هذا كتاب أساسي في المكتبة وإلى جانبه كل الكتب الأدبية والشعرية والدينية والفلسفية والسياسية على اعتبار أنني مطالب باستمرار بقراءة ومتابعة كل جديد بالاضافة لما بين يدينا من القديم والثمين في آن واحد .
س: من هو الشاعر الذي يهمك أن تقرأ له وما هو كتابك الشعري المفضل؟
ج- أحب أن أقرأ أعمال الشعراء طاهر أبو فاشا ، نزار قباني ومحمود درويش وعبد المعطي حجازي وفاروق شوشة وفاروق جويدة وصلاح جاهين، أحمد شوقي ورامي والعديد من الشعراء القدامي الكبار.
س: في عصر ثورة التكنولوجيا الحديثة هل أصبح الكتاب الالكتروني يعوض عن الديوان الشعري المطبوع؟
ج- لا أعتقد هذا وتقديري بأنه لا غنى عن أي شيء مطبوع لا اليوم ولا الغد مهما تطورت التكنولوجيا . لأننا لو تخيلنا أننا في حرب فإنهم لن يستطيعون إلقاء أجهزة كمبيوتر من الطائرات لنشر بيان أو نشرة ولكنهم يستطيعون إلقاء ورقة مطبوعة .وفكرة الطباعة وفكرة الكتاب المطبوع أو الجريدة المطبوعة سوف تستمر لأنها بالاضافة إلى أنها ثقافة هي أيضا تجارة .
س: في ظل ما يعيشه العالم اليوم من مشاكل وحروب وتوجه بعض الشباب إلى التطرف كيف ترى أهمية الشعر في محاربة التطرف؟
ج- الشعر في حد ذاته عمل من أعمال التطرف لأنه يؤثر أو يسعى للتأثير بمحيطه بصورة إيجابية لخلق شيء ايجابي سواء كان على المستوى الوطني أو العاطفي أو أي نوع آخر بخلاف الارهاب أو التطرف المنتشر حالياً والرافض للشعر والأدب والفن ولأى شئ ويصنفهم ويصف أصحابه بالكفر البيّن.
س: خاطبت بأشعارك الجيش المصري وكان اخرها قصيدة جيش بلادي في ديوانك الجديد تحت عنوان “بكاء يغنّي”، أين تكمن أهمية هذه القصائد؟ وهل تمانع لو طلب هذه القصائد مطرب عربي لغنائها؟
ج- الجيش لا ينتظر قصيدتي بقدر ما أصبح في حاجة لعودة المعنى الجميل والكلمة الحماسية يكون لها أطيب الأثر وخاصة في وقت الشدائد والارهاب . وطبعاً لا أمانع وليس لدي أي مشكلة لو قام أحد بغنائها .
س: ما هو الديوان المفضل عندك أو الأقرب إليك من دواوينك؟
ج- أحب كل دواويني وأعتبر أن كل ديوان بمثابة ابن أو ابنة لي ولكن رسالة إلى غبية ديواني قبل الأخير له حالة خاصة ولذا أعتز به كما أعتز جداً بديواني كلمات حائرة، في الحقيقة أعتز بهم جميعاً.
س: تعتبر جريدة الرسالة الصحيفة العربية الاولى في كندا ما هو الهدف المرجو من اصدار طبعة لجريدة الرسالة في القاهرة بصورة دورية وما الذي سيميزها عن باقي الصحف في مصر؟
ج- أعتقد أن التفكير في اصدار جريدة الرسالة في القاهرة سوف يضيف لجريدة الرسالة الكثير خاصة عندما يكون هدفنا هو فتح سبل التبادل الثقافي والسياسي والسياحي بين الشعبين المصري والكندي وغيره لأن جريدة الرسالة في كندا تتحدث وتتوجه للعديد من الجاليات العربية إذن نحن لانفتح الباب لجالية بعينها إنما نفتح الباب لكل الجاليات الأثنية في كندا وبالتالي هذا يعطي فرص أكبر لتنمية أكبر بين البلدين للقيام بأعمال مشتركة ثقافية وسياحية إلى آخره.
وأنا أبحث عن التميز لأن الجريدة ستكون الوجه الآخر لما يحدث في كندا بمعنى أنها ستسهم مساهمة ايجابية في تعميق التبادل والتعاون الثقافي والفني والاقتصادي والسياحي بين الدولتين والشعبين بما سيعود بالتبعية على العلاقات بين الدولتين بكل الخير بالإضافة إلى أن مصر دولة كبيرة لها دور رئيسي يجب أن تقوم به وخاصة بعد السنوات الأربع الأخيرة وبالتالي علينا أن نقول للشعب المصري أننا أتينا كمصريين في الأساس وكجريدة عربية لكي نساعده على تخطى هذه المحنة عن طريق الكلمة وزيادة الخبرات المعرفية له .
والحمد لله لدينا مكتب في القاهرة يشرف عليه الزملاء فرج جريس وخالد بكداش وأعتقد أنه يستطيع أن يقوم بأشياء كثيرة تزيد من التفاعل خاصة أثناء وجودي في الخارج .
س: حدثنا عن منظمة الكتاب الأفروأسيوية الكندية أهدافها تطلعاتها وسبل عملها
ج- منظمة الكتاب الكندية الأفروآسيوية سعت منذ تأسيسها إلى توحيد وتجميع المثقفين سواء من كندا أو من أي دولة عربية أو آسيوية أو أفريقية تحت مظلتها في سبيل تقديم فكر مستنير قادر على التصدي للافكار الظلامية الخطيرة التي باتت تنتشر في المنطقة والعالم وتستوجب توجيه رسائل واضحة بسيطة على درجة كبيرة من المعالجة المستقبلية الصحيحة لكي تكون حائط صد لأي عمل يستهدف منظقتنا أو أي منطقة في العالم .
استاذ فريد اسمح لي أن أتوجه لك في النهاية بكل الشكر على هذا الحوار الذي أتمنى أن أكون قد أدرته بنجاح على أمل أن التقيك مرة أخرى وحديث آخر يجمع بيننا