بقلم: عادل عطية
لا يستطيع الناس أن يروا ألوان الكلمات، أو ظلال درجاتها، أو حركاتها الشبحية!
لا يستطيعون أن يسمعوا همس الكلمات، ولا حفيف موكب الحروف، أو قيثارات، أو طبول الأحلام، التي تلعبها الكلمات برقة وسحر!
لا يستطيعون ادراك تجهّم الكلمات، أو عبوسها، أو بكائها، أو ثورتها، أو صخبها، أو عربدتها!
لا يستطيعون الإحساس بوميضها، أو عبقها أو رقتها، أو صلابتها، أو جفافها، أو طراوتها، أو تبادل القيم بين ذهب الكلمات، وفضتها، ونحاسها!
إلا عندما تخرج الكلمات من شغاف قلوبكم، وتنطق بها ألسنتكم!
فأنتم الذين تجعلون الناس يسمعونها، ويرونها، ويحسونها!
بدونكم تظل الكلمات مجرد حروف صامتة في معاجمكم، أسيرة في أعماقكم، وتموت!
إنه لشيء جسور حقاً، أن تطلقوا سراح الكلمة: منظومة، منشورة، منطوقة، محفورة.. إذا عرفتم مدى الأثر الذي تتركه الكلمة في نفوس الآخرين، قبل عتقها من أسرها!
فرب كلمة واحدة، حسب نوعها، يتوقف عليها مصير إنسان، وسعادة عائلة وحياة دولة، ومستقبل أمة، بل والقدرة على تغيير وجه العالم!
إن الكلمة، هي الاسم الآخر للإنسان، حينما يرفض أن يوقع بإمضائه!
لذلك، فالإنسان، سوف يعطي حساباً أكيداً عن كل كلمة: جافة، وبطالة، وغير مثمرة بروح السلام، والمحبة، والصلاح، والألفة، والتفاهم!…