بقلم: كنده الجيوش
استوقفني الاهتمام بالتحضيرات لزواج ولي العهد الأردني هذا الأسبوع والاحتفالات المرافقة له. وانتقل إلي هذا الاهتمام ليس من باب الاهتمام بالأفراح والكتابة عنها ولكن بما تنطوي عليه من دلالات كثيرة على عوامل تغيير في مجتمعنا العربي من ناحية التراث وتعامل الأطراف الحاكمة مع هذا التغيير.
وقبل كل شيء أريد أن ابدي إعجابي بما يدل عليه هذا التغيير وهذه الإضافات الجديدة الى التعامل مع الأمور. وسواء أكان له إسقاطات اقتصادية واجتماعية وسياسية أو لم يكن. وسواء أكان اهتمام بالأزياء أو غيرها فهو جميل وجدير بالاهتمام.
الأردن بلد فقير ويعاني من ضائقة اقتصادية وحاكمه ملك يملك الكثير ولكنه مكانه إقليمية ودور ليس بالقليل وولي عهده اليوم الأمير حسين يسعى للزواج بفتاة سعودية من عائلة مرموقة وثرية.
تفاصيل الاحتفالات بالعرس جاءت بسيطة وأزياءه بسيطة وترتيبات وديكورات يغلب عليها طابع التراث بشكل كبير يظهر شخصية الأردن بشكل راقي وكبير ولكنه قريب جدا من الشعب وبساطته ولا يستفز الضائقة الاقتصادية — رغم انه احتفال بعرس ولي العهد.
ولا أقول هنا أن التحضيرات والعرس قليلة التكلفة بل ربما أنها كلفت الكثير الكثير. وبالتأكيد كان هناك الشركات الإعلامية والتنظيمية ومن قدم النصح بالأفكار والإخراج والتصاميم في أدق التفاصيل بالإضافة الى النظر على كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وربما بعض هذه الشركات يأتي من خلفية غربية أو عربية ولكنها أعطت الكثير من النصائح والتصاميم و جاءت بطابع فيه الكثير من البساطة والأناقة.
وكذلك ليس بالجديد أن يتم ارتداء الثوب الفلسطيني أو الأردني – وكلنا نرى بنات الشعب عامة والملكات والأميرات الأردنيات وكذلك من هن من أصل فلسطيني يرتدينه في أكثر من مناسبة. وكذلك رأينا التطويرات المدخلة عليه من قبل المعازيم أو ان يزين ثوب العروس بالكثير من التطريز بالخط العربي ولكنها جميعًا جاءت بشكل بسيط وأنيق وألوان متناسقة حتى للمعازيم. وكان هناك تركيز كبير على عامل الاحتفاء والزهو بالزي المحلي والثقافة العربية والتراث حتى بدا أن الاحتفال كله تأكيد على الهوية وإبراز جمالها.
وأهمية هذا النوع من الاحتفالية واللون والاهتمام بالثقافة سنرى دوره دائما قائما في يلحق به لاحقا على مستوى الشارع والبيت والأفراد والوطن من خلال التأكيد على هوية وثقافة جميلة بشكل بسيط وغير بعيد عن الشعب — وهو أمر تركز عليه اليوم الأطراف الحاكمة والحكومات والأسر الملكية حول العالم كله.