بقلم: علي أبو دشيش
التكافل الاجتماعي هو اجتماع أفراد المجتمع على المصالح المشتركة فيما بينهم ويقول العالم الفرنسي فرانسوا دوما عن حضارة مصر القديمة أن الهدف الاسمي من كتابة تاريخ وحضارة مصر هو العمل على تقريب روح من خلقوها ، والوصول إلى البؤرة التي انطلقت منها إبداعات اجتماعية وأدبية وفنية ،وان كان قد اختفي أكثر من ألفي عام.
واهتمت الحضارة المصرية القديمة بالإنسان اهتماما بالغاً فمن خلال المناظر والنصوص الموجودة على المقابر والمعابد وجدنا حرص المصري القديم على مبدأ العدالة والتكافل الاجتماعي، فكانت الربة ماعت هي ربة العدل والحق وكان رمز الماعت هو “الريشة” ، ولذلك كان يصور القاضي في العصور الإسلامية وعلى رأسه ريشة دليل على تطبيق العدل
وكانت الأعياد المصرية القديمة أكبر دليل على فكرة التكافل الاجتماعي فكانوا يقومون بذبح الذبائح في الأعياد وتوزيعها على الفقراء لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي
فيتم الذبح في يوم العيد وتقدم بعضها كقرابين للمعبودات المختلفة والبعض يوزع على الفقراء والبعض يقدم إلى الكهنة .
ومن خلال ذلك التكافل أبدع المصري القديم في كل المجالات كالطب والفلك والعمارة وغيرها من الإبداعات البشرية التي تدرس حتى الآن في الجامعات العالمية.
ومن خلال هذا المبدأ برع المصريين القدماء في بناه هرم “خوفو” وكان ذلك المشروع القومي أثناء حكم الملك خوفو ، ودلت مقابر العمال الذي اكتشفها الدكتور زاهي حواس على كيفيه حياته هؤلاء العمال اللذين اجتمعوا على العمل الجماعي لتحقيق بناه الهرم ليصعد عليه الملك ويكون الإله.
ومن أهم أمثله التكافل الاجتماعي “عمال دير المدينة” بمدينة القرنة غرب الأقصر، وعاش بها العمال والذين قاموا ببناء المقابر الملكية في وادي الملوك، وحرص الملك على الاهتمام بهم ، وأثناء حكم املك رمسيس الثالث، أضرب العمال عن العمل ويعتبر أول إضراب في التاريخ ، وقاموا بكتابة الشكاوي إلى الوزير لتوفير الطعام والشراب والأجور ورفضوا العودة إلى عملهم ،وتم الاستجابة إلى مطالبهم وعادوا إلى العمل.
وعكفت الدولة على تحفيز العمال في تنفيذ المشاريع القومية ، كما اهتمت بالفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين، وبذلك تكون مصر من أوائل الدول التي عكفت على تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي