بقلم: رفاه السعد
يقال إنه لم يبقى الا القليل وينتهي تنظيم داعش في العراق على الرغم من ظهور اشتباكات جديدة متفرقة بين القوات العراقية وعناصر داعش في مواقع تم تحريرها مؤخرا كالموصل ..والمعارك بدأت في قضاء راوة والقائم المنطقة الحدودية مع سوريا لتحريرها من أيدي داعش .. بعد التحرير وانهاء داعش ..لابد للفصائل المسلحة المختلفة وهنا اقصد «الحشد الشعبي» أن تنخرط في صفوف الجيش العراقي والقوات الامنية..طبعا المنضبطين منهم نقلا عن لسان بعض المسؤولين الذين صرحوا سابقا بأن مصير الحشد هو الاندماج…لم تظهر أي بوادر تشير إلى أن الحشد سينتهي أو يندمج مع الجيش العراقية أو القوات الامنية ..
فالحشد تأسس بفتوى من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني «لمحاربة داعش» ..وهذا يعني ان انتهى داعش فيجب أن تنتهي مهمة الفصائل الشيعية ..لكن ما نشاهده على الارض لم يعكس الا ان الحشد أصبح قوة عسكرية تضاهي الجيش العراقي بل وبحسب القيادي في الحشد هادي العامري فأن ترسانة اسلحتهم أكبر واحدث من الجيش .
وجاءت ازمة كردستان ودخلت القوات العراقية إلى كركوك المنطقة المتنازع عليها لاعادة انتشارها والعودة إلى ما كانت عليه مناطق السيطرة عام ٢٠١٤ اي التقاسم بين اربيل وبغداد…الحشد كان له دور ايضا في كركوك رغم أنه لا وجود لداعش هناك الا انه دخل مع القوات العراقية ما اثار غضب بعض السياسيين وبالتأكيد حكومة اقليم كردستان التي استغلت دخول الحشد ليكون لصالحها وتعلن أن الحشد يهدد الاقليم !! فلطالما هدد عدد من عناصر الحشد قادة كردستان ..فزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وجه رسالة لرئيس الاقليم مسعود بارزاني شديدة اللهجة قال فيها أنهم يستطيعون دخول أربيل إن شاءوا بساعات ..وطالبت كردستان بغداد بمنع دخول الحشد أو وصوله إلى المناطق المتنازع عليها لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يعتبر الحشد الشعبي «قوة رسمية» طبعا الغضب والتوتر من دخول الحشد لكركوك والمناطق المجاورة لها لم يكن فقط من السياسيين أو الاكراد بل حتى من اهالي بعض المناطق فالحشد لديه سجل كبير بالانتهاكات التي بررتها الحكومة العراقية ببعض الخارجين عن القانون وستتم محاسبتهم!!!
ولم ترد بغداد على ما نشرته منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقريرها الاخير حول انتهاكات الحشد في كركوك وطوزخورماتو ومناطق اخرى طبعا ليس فقط امنستي ..فالمرصد العراقي لحقوق الانسان اعلن انه تلقى العديد من الاتصالات من مواطنين يتهمون الحشد بسرقة وحرق منازلهم وعمليات خطف ممنهجة…
وهنا جاء الدور الاميركي …ريكس تيلرسون وزير خارجيتها يصل بغداد في زيارة مفاجئة قبل أيام ويطلب من العبادي بخروج من اسماهم بميليشيات إيرانية تقاتل في العراق فقد صرح تيلرسون أن نهاية داعش قريبة وعلى الميليشيات والمستشارين في اشارة واضحة «لقائد فيلق القدس قاسم سليماني» الخروج من العراق والعودة إلى ديارهم.
على الفور اعترض العبادي على تصريحاته مشيرا أنه لايحق لاحد التدخل في شؤون بلاده الداخلية ..وانه لا توجد قوات غير عراقية..
وعلى مايبدو فأن رد الرسمي من رئاسة الوزراء لم يشفي غليل قادة الحشد الشعبي فرد قيس الخزعلي في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر قائلا: إلى وزير الخارجية الأميركي على قواتكم العسكرية الاستعداد من الآن للخروج من وطننا العراق بعد الانتهاء من عذر وجود داعش فورا وبدون تأخير..
هادي العامري لم يكن تصريحه اقل من الخزعلي فعبر ايضا عن استيائه من تصريحات تيلرسون ووصفه بأن شخص غير مرحب به في بغداد، مطالبا اياه بالاعتذار عن تصريحاته التي وصفها بغير المسؤولة تجاه الحشد الشعبي.
يشار إلى أن الخزعلي كان أشاد في مايو الماضي بمسلحي عصائب أهل الحق المدعومة من إيران، وقال في فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل إن تلك الميليشيات ستشكّل ما وصفه بـ»البدر الشيعي» وليس فقط الهلال الشيعي.