بقلم: فـريد زمكحل
لعبت وسائل الإعلام الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي عموماً وألة الإعلام الأمريكية خصوصاً، الدور الأكبر في صناعة وبث الأخبار المزيَّفة والمغلوطة إلى جميع دول العالم في العديد من الأحداث العالمية الخطيرة .
وقد ظهر هذا الدور المغلوط والكاذب بوضوح بعد الاعتداء الإرهابي المزعوم على مركزي التجارة العالمي ومبنى البنتاجون في 11 سبتمبر/أيلول 2011 في العاصمة الأمريكية واشنطن، و كان بمثابة بداية الانزلاق الفعلي لوسائل الإعلام الغربية والأمريكية نحو التزييف واللا مصداقية بعد غزوها الظالم وغير المشروع للعراق تحت مسميات وإدعاءات وهمية ثبت باليقين الدامغ عدم جدّيتها وعدم مصداقيتها ومخالفتها وما تبعه من غزو وتدخل في الشئون الداخلية للعديد من الدول تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي أثرت نتائجها على بعض الشعوب والدول وألحقت كل الضرر بمشاريعها التنموية على جميع الأصعدة، ولا يتطلب منا الأمر سوى النظر لكل ما حدث في سورية، ولبنان، وتونس، وليبيا، ومصر ولكل ما خرج ونشر من أخبار كاذبة منافية للحقيقة من جميع وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بمعاونة العديد من وسائل الإعلام العربية التي شاركت في خداع الرأي العام الداخلي والخارجي، الأقليمي والدولي عن عمد أو عن جهل الأمر الذي تُحاول اليوم استخدامه وتكراره مرة أخرى في الحرب الروسية الأوكرانية الراهنة وتصوير ما حدث بأنه اعتداء على الديمقراطية واستيلاء وغزو واحتلال لدولة ذات سيادة. والغريب والمعيب أنها نفس الأله الإعلامية التي صممت وبررت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ سنة 1948 وحتى الآن، تحت مسميات الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق الحرية لشعوب هذه الدول التي مازالت تعاني من كل هذه التدخلات غير المشروعة في شئونها الداخلية ولم تحترم ارادتها ولو لوهلة في تقرير مصيرها وبأنها دول ذات سيادة لابد من احترامها ومنح شعوبها فرصة تحقيق التغيير المنشود دون أي تدخلات خارجية من أي دولة أجنبية مهما كان حجم ما تتمتع به هذه القوى من قوة عسكرية ونفوذ سياسي، وديمقراطية أثبتت الأيام وأحداث الحرب الروسية الأوكرانية زيف دوافعها واهتزاز أركانها بالحَجر على حقوق الآخرين ووسائلهم الإعلاميه في كشف الحقائق للعالم أجمع، خاصة بعد نجاح مسعاها في كشف كافة اكاذيب الاعلام الغربي ويكشف بوضوح حجم التآمر الغربي الأمريكي على جميع دول العالم وهو ما جاء وتأكد على لسان نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند بوجود مختبرات بيولوجية أمريكية خطيرة داخل أوكرانيا، السر، الذي أدى بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والهيئة المنظمة لوسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية إلى حظر بث «محطة روسيا اليوم» التليفزيونية الروسية الناطقة باسم الكرملين وسبوتنيك على خلفية كشفها لهذا السر الخطير و أكدت عليه السيدة فيكتوريا نولاند بعد جلسة صاخبة بمجلس الأمن بناءاً على طلب روسي بشأن تطوير أمريكا لأسلحة بيولوجية على حدود روسيا داخل أوكرانيا بعد قيام المندوب الروسي بتسليم وثائق وأدلة على ذلك في مضبطة الجلسة تؤكد على التالي:
1- تمويل البنتاجون الرسمي لبرنامج أسلحة بيولوجية واضحة في أوكرانيا
2- كشف بأسماء الأشخاص والشركات الأمريكية المتخصصة بالأدلة والوثائق المشتركة في هذا البرنامج
3- أماكن المختبرات في أوكرانيا وما يتم حتى الآن من محاولات أمريكية أوكرانية لإخفاء هذه الأدلة الدامغة.
4- تفجير مفاجأة روسية جديدة بأماكن المختبرات الأمريكية التي تعمل في تصنيع واختبار الأسلحة البيولوجية في 36 دولة حول العالم (بزيادة 12 عن الجلسة السابقة).
5- تحديد المندوب الروسي للأمراض والأوبئة ووسائل إطلاقها والدول التي يتم تجربتها فيها ومتى وأين تمت التجارب وبعلم حكومات هذه الدول أو بدون علمها.
6- تأكيد المندوب الروسي بوضوح وعلانية على أن من ضمن التجارب والآثار «الفيروس المسئول عن الجائحة العالمية الحالية كوفيد -19» والكم الهائل من الخفافيش المستخدمة في نقله.
على الرغم من النفي الأمريكي والفرنسي والبريطاني ومنظمة الصحة العالمية المستمر على وجه الخصوص بمعرفتها بوجود مثل هذه التجارب البيولوجية في أوكرانيا، وبأن كل معلوماتها تقتصر على أنها مختبرات طبية بحثية لمقاومة الأمراض، إلا أن الجانب الروسي أثبت بالأدلة المكاتبات والزيارات المنتظمة لخبراء من منظمة الصحة للمختبرات الأمريكية المشبوهة حول العالم. وهو ما أدى إلى مهاجمة الصين للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها متسائلة، «طالما أنتم واثقون من براءتكم لماذا ترفضون باستماتة إجراء تحقيق لفريق من المتخصصين للوقوف على الحقيقة؟» خاصة مع وجود وثائق وأدلة دامغة، أكدت عليها السيدة فيكتوريا نولاند في جلسة استماع علنية تحت القسم بالكونجرس قائلة بأن المعلومات الروسية صحيحة كلياً وصادقة مضيفة أن ما كانوا يفعلونه في تلك المختبرات خطيراً ومخيفاً للغاية، ووقوع مثل هذه الأبحاث في أيدي القوات الروسية مسألة مثيرة للقلق.
هذا في الوقت الذي مازالت تتمسك فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وإعلامهم بأكاذيبهم المفضوحة وأخبارهم الملفقة والكاذبة.