كل منا أختبر الألم .. في صراعه الدائم بين المكابرة وبين الندم.. بين الوجود وبين العدم.. لأخطاء كثيرة نرتكبها ونقترفها ترتقى إلى حد الخطيئة.. إللا القدوس الذي عُلق عنا ومن اجلنا على خشبة بكامل إرادته وكامل مشيئته حاملاً خطايا العالم على كتفيه وهو المنزه عن كل خطيئة ليهب الخلاص إلى العالم كل العالم في كل زمان ومكان في محبة غير محدودة ورحمة إلهية لا متناهية.
وقد لا يعرف البعض أن التجسد الألهي كان لتأليه الجسد الانساني ليرث الملكوت عبر عملية فداء حقيقي ومتكامل لاقرار مصالحة حقيقية بين السماء وبين الأرض .. بين الله المتجسد وبين الجسد الإنساني لأنهاء حالة الغربة والعزلة، وردم تلك الهوة التي فصلت الإنسان عن خالقه بفعل الخطيئة وأن لم تفصل الخالق عن خليقته وتفكيره السابق عليها لخلاص كل من يؤمن بنعمة الخلاص وعمل الفداء ونعمة الغفران الممنوحة لكل إنسان بلا مقابل من ملك السلام ورب السموات والأرض.
ولو فهم العالم كل العالم قيمة هذا العمل لسجد بفرح وشكر الله على محبته لنا ورحمته بنا.
لذا لا يجب أن نبكي لأن الله قد مات بين اللصوص من أجلنا بقدر ما يجب أن نفرح ونشكر ونتهلل بقيامته العظيمة لأنه قام وأقامنا معه بالجسد لنشاركه ملكوت السموات .. لا كعبيد بل كأبناء لله، نتمتع بالفداء وبنعمة الخلاص الذي أراد الله أن يهبنا إياه ليعلمنا أن المحبة وفعل المحبة إرادة ومشيئة يمكن أن يقوم بها كل إنسان عايش واختبر وعرف محبة الله له عن قرب .. لذا أنا مُصر على أن احبك يا سيدتي وأن أحب كل إنسان بما فيهم أعدائي.. وأنا أكتب وأكتب عن الحب وقمية الحب .. لأنه باطل الأباطيل ادعاء محبة الله الذي لا نراه .. ونحن لا نحب أخينا الإنسان الذي نراه ويستحق منا كل حب مهما سبب لنا من الآم!!
فكل عام ونحن نحب في الله القدوس بعضنا البعض على اختلاف مشارفنا وعقائدنا !!..
فريد زمكحل