بقلم: كيندة الجيوش
ماذا لو كان لدينا اكثر من شخص مثل دكتور عزالدين ابو العيش الفلسطيني في بلداننا العربية التي تتلاطمها الحروب والصراعات الطائفية؟! شخص بنفس الرؤية والريادة نحو السلام!
الدكتور ابو العيش لمن لا يعرفه منا، فقد بناته الثلاثة وهن في ريعان صباهن في غارة إسرائيلية على غزة منذ سنوات عديدة!
ولكنه منذ ذلك الحين أخذ قرارا وقال: “لن اكره”! وألف كتابا حول قصة معاناته مع فقدان بناته وهو الطبيب الذي يعالج المرضى في الاراضي التي تقع تحت سيطرة اسرائيل!
ولاحقا جاء الدكتور ابو العيش الى كندا وأسس “مؤسسة بنات من اجل الحياة.” والتي تسعى لمساعدة الفتيات في الشرق الأوسط من خلال التعليم ليبلغن طموحاتهن ويحققن ذاتهن حسب مقدراتهن!
الدكتور عزالدين ابو العيش درس وقدوة في الحياة لنتعلم منه ان لا نكره حتى اعدائنا! وان نتعلم ان لا نتخلى عن حقوقنا ونحن نسعى نحو السلام! نطور أنفسنا والضعفاء منا! وخاصة البنات وتعليمهن! ندعو لسلام عادل ولكننا لا نكره في إطار سعينا!
اليوم ما أشد الحاجة بنا لهذا التفكير في سوريا والعراق وليبيا ومصر… ونحن نتحدث هنا عن أهل بلد واحد!! ولا نتحدث عن احتلال !
ونتحدث عن خلافات وسعتها الأيام وهوة خلقتها الاحقاد التي بنيت على الجهل!
الحرب الأهلية والطائفية مرض يمكن أن تشفى منه الشعوب عندما تقرر بأنها “لن تكره”!
لن تكره رغم حجم الآلام لان محبة الوطن وسلامته هي اكبر من الاحقاد والآلام الشخصية! سلامة الوطن وأهل البلد تقتضي الا نثير القضايا المؤلمة والاحقاد ونحرك حروبا واصطففات طائفية هنا وهناك! ونحن نسعى نحو السلام! ان نضغط على الجرح ونتحمل الالم لأننا لانريد لأبنائنا وأبناء غيرنا ان يعيشوا الم الحرب والاحقاد!
الدكتور ابو العيش “لن نكره” سلام لك وسلام لكندا التي احتضنتك واحتضنتنا جميعا!