بقلم: هيثم السباعي
بتاريخ ٠٨-٠٣-٢٠١٤ قامت رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم “إم إتش ٣٧٠” من طراز بوينغ ٧٧٧ من مطار كوالا لامپور متجهة إلى پيكين وعلى متنها ٢٣٩ شخصاً بينهم أطفال من الجنسيات التالية: صينية، أندونيسية، روسية، هولندية، أوكرانية، نيوزيلاندية، ماليزية، أسترالية، هندية، فرنسية، أميريكية، كندية وإيرانية.
فُقِدَ الإتصال بالطائرة فجأة بعد أربعين دقيقة من إقلاعها واختفت من شاشات الرادار دون أن تترك أثراً ودون أن يدلي الطياريون بأي عطل ميكانيكي كان أو كهربائي أو أي مشكلة أخرى. كما أن الأنظمة الإليكترونية التي تعمل آلياً بالطائرة لم ترسل أي إشارة أو إنذار عن أي عطل.
أكدت التحقيقات الأولية معلومة هامة جداً مفادها أن فقدان الإتصال مع أبراج المراقبة، في المطارات كان متعمداً، حسب صحيفة الأخبار الوطنية (ناشينال پوست) وأن أحداً ما أغلق أنظمة الإتصال وحوَّلَ مسار الطائرة. يعتقد المحققون، من جهة أخرى بأن الطائرة سقطت في مكان ما بعيد وسط المحيط الهندي.
قامت كل من أوستراليا والصين وماليزيا إضافة إلى ٢٥ دولة أخرى ببحث مكثَّف عن الطائرة المفقودة. أما القوات الجوية الماليزية فقد بينت تحرَّياتها بأن الطائرة انحرفت عن مسارها الأصلي وطارت فوق مضيق مالاقا، مما أثار بعض الشكوك حول صحة هذا الإحتمال. لذلك نفت السلطات الماليزية نفياً قاطعاً بأن تكون الطائرة التي حلقت فوق مضيق مالاقا هي نفس الطائرة التي تحمل الرحله رقم “إم إتش ٣٧٠”.
لدى عودة السلطات الماليزية إلى سجلات المسافرين وجدت أن إيرانيين صعدا إلى الطائرة بجوازين مزورين إيطالي وسويسري، سرقا قبل أشهر من فقدان الطائرة ما زاد الشك بأن اختفاءها عمل إرهابي، إلا أن مدراء الخطوط الجوية الماليزية نفوا إمكانية العمل الإرهابي أو أن الإرهابيين استولوا على الطائرة، حسب مجلة تايم الأميريكية. حقيقة غريبة أخرى أن خمسة ركاب أتموا إجراءات المغادرة ولكنهم لم يصعدوا إلى الطائرة أبداً.
نشرت صحيفة وول ستريت چورنال بتاريخ ١٣-٠٣-٢٠١٤ مقالة تدعي فيها أن هناك فرصة لأن تكون الطائرة حلقت لمدة أربع ساعات أخرى بعد فقدان الإتصال بها وهذا وقت كافي لها لتغيير مسارها والوصول إلى أماكن أبعد مثل منغوليا أو باكستان. مرة أخرى نفت السلطات الماليزية نظرية المؤامرة هذه. من جهة أخرى حاول أقارب بعض الركاب الإتصال بهم عن طريق هواتفهم الخليوية وأفادوا بأنهم سمعوا إشارات ما تُظهر أن بعض الهواتف كانت مفتوحة وتتقبل رسائل نصية (إس إم إس) صينية، حسب مجلة تايم الأميريكية.
أكد رئيس وزراء ماليزيا بتاريخ ٢٤-٠٣-٢٠١٤ بأنه لم يعد هناك شك بأن الطائره تحطمت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد على الإطلاق. وهنا يبرز سؤال مهم، هو أين بقايا الطائرة؟؟؟ في عام ٢٠١٥ وجدت قطعة غريبة على جزيرة ‘ريئينيون’ القريبه من مدغشقر، اعتقدت السلطات أنها ربما كانت جزءاً من حطام الطائرة المنكوبه ولكن هذا غير مؤكد تماماً.
قال أحد العاملين على بئر بترولية عاملة في بحر الصين الجنوبي أنه رأى فوقه شيئاً اشتعلت فيه النيران. أكثر من هذا، فقد ذهب خيال البعض، حسب مجلة تايم إلى أن بعض مرتادي الشبكة العنكبوتية “إنترنت وبلوغ” إلى الإعتقاد بأن الطائرة تعرضت لهجوم من قبل سكان الفضاء. مرتادٌ آخر نشر على الشبكة العنكبوتية نظرية أخرى تقول إن الطائرة تم إسقاطها بهدف قتل علماء صينيين والتخلص منهم لأنه كان بحوزتهم مركب صيدلاني كان يعتبر بأنه سيؤدي إلى ثورة هائلة في عالم الطب.
بصرف النظر عن كل النظريات والتكهنات السابقة، لا تزال هناك مجموعة من الأسئله مطروحة على الجميع، جزء كبير منها إن لم تكن جلها لم تجد إجابات شافية، ليبقى اختفاء طائرة تلك الرحله المنكوبه لغز عصي على الحل، على الأقل حتى الآن. من أهم هذه التساؤلات: ماهي أسباب اختفائها؟ أين بقايا حطامها؟؟ كيف لهذا الجسم الطائر الضخم الإختفاء دون أن يترك أثراً واحداً؟؟؟ بالفعل لغز عصي على الحل ومن أغرب الكوارث الجوية التي وقعت حتى الآن خلال القرن الحادي والعشرين!!!!ونحن، حتى اليوم لانزال بانتظار حل هذا اللغز العجيب.