بقلم: سليم خليل
أصبح موضوع الضمان الصحي في كندا والنظام الصحي في الولايات المتحدة التابع بأكثره إلى شركات تأمين ومستشفيات خاصة حديث المجتمع بكامله كما إن تفاصيل الخدمات الصحية في البلدين معروفة من الجميع . ولا شك بأن الشعب الكندي ينعم بخدمات مجانية راقية بالرغم من وقت الإنتظار في معالجة بعض الحالات المرضية.
ما حدث مؤخرا لعائلة كندية تربطنا بها صلة قرابة بما يخص الخدمات الصحية في البلدين جدير بالذكر ومن المثير والمفيد أن نتحدث عما جرى في الأسطر التالية:
لي قريب يمضي سنويا بعض أشهر البرد الكندي في فلوريدا وفي هذا الشتاء أصيب بشلل شبه كامل ؛ وبما أنه يشتري تأمين صحي للسفر خارج كندا أدخل المستشفى في فلوريدا للمعالجة على نفقة شركة التـامين الكندية .
اجريت لمريضنا الإسعافات والعمليات الجراحية اللازمة . لكن نتيجة التكاليف الباهظة جدا للخدمات الطبية والعمليات الجراحية في مستشفيات الولايات المتحدة قررت شركة التأمين في كندا نقل المريض مع زوجته بطائرة إسعاف من فلوريدا إلى المستشفيات الكندية حيث تتكفل الدولة الكندية بالخدمات مجانا ؛ كما تكفلت الشركة بنقل سيارة المريض من فلوريدا إلى كندا على نفقتها، وبذلك تخلصت شركة التأمين الصحي الكندية من دفع التكاليف الطبية الخيالية في المستشفيات الأميركية !!!
في المستشفى الكندي في أوتاوا ومقابل غرفة مريضنا تعَرفنا على عائلة – من أصل مصري – تحمل جنسية الولايات المتحدة قدمت إلى كندا – أوتاوا في زيارة للأقارب بمناسبة فرح ؛ وفجأة أصيب أحد أفراد العائلة بأزمة قلبية! – لهذه العائلة ضمان صحي عائلي مدفوع لشركة ضمان أميركية للمعالجة الصحية وَنقل المريض للمعالجة إلى المستشفى الكندي على نفقة شركة التأمين الأميركية .
المضحك والمبكي هو في رفض شركة التأمين الأميركية نقل مريضها من كندا إلى مستشفيات الولايات المتحدة لأن التكاليف هناك باهظة جدا؛ وتصرَ تلك الشركة على بقاء المريض في المستشفى الكندي لأن تكاليف المعالجة أقل بكثير مقارنة بفواتير مستشفيات الولايات الأميركية .
لا نستطيع القول إن تكاليف الإقامة في المستشفيات الكندبة رخيصة بالنسبة للغرباء ؛ إن الكلفة عالية ؛ لكن من يمكنه أن يقدر فرق التكاليف في البلدين عندما تصر الشركة الأميركية على إبقاء مريضها في كندا زائد مصروف إقامة لمرافق المريض !!!
لا شك أن التوفير كبير جدا وأننا نحن في كندا نتمتع بنعمة كبيرة لا نقدرها إلا عندما نسمع بقصص فيها مقارنة لما يجري جنوب حدودنا شبيهة لمعاملة المريضين موضوع قصتنا .
لا عجب أن تحارب شركات التأمين الصحي الأميركية كل محاولات الحكومة الفديرالية الأميركية لوضع نظام صحي تحت إشراف وإدارة وتمويل الدولة يضمن الخدمات الطبية المجانية لكافة طبقات الشعب!!! وسيتذكر الشعب الأميركي الرئيس باراك أوباما وتنفيذه لأول مرحلة من الضمان الصحي الحكومي للشعب الأميركي بالإمتنان ؛ كما يتذكر الشعب الكندي رئيس مقاطعة ساسكاتشوان في وسط كندا – تومي دوغلاس من الحزب الديموقراطي الجديد – في الأربعينات من القرن الماضي وتطبيقه في المقاطعة أول ضمان صحي حكومي ؛ ومحاربته من المستفيدين من النظام الحر واتهامه بالشيوعية تماما كما يجري الأن في الولايات المتحدة. أما تطبيق الضمان الصحي الحكومي على مستوى جميع كندا فقد تم في الستينات من القرن الماضي في عهد الحكومة الليبيرالية
برئاسة ليستر بيرسون .