بقلم: يوسف زمكحل
مشهد الطفل إيلان وجثته تطفو على سطح البحر هز وجدان شعوب العالم بعنف وجعل العالم كله يشعر بتأنيب الضمير لأنه شعر أن الجميع شاركوا في هذه المأساة التي عمل الشرق والغرب على إخراجها بهذه التراجيديا ، نعم الحقيقة الشرق والغرب يدهما ملوثة بالدماء فالشرق أو بالأصح حكام الشرق كان همهم الأول هو قتل الديمقراطية بكل اشكالها فكانت كلمة ديمقراطية تصيبهم بالفزع والجنون فكانت تعلق المشانق ويزج في السجون كل من تجرأ وطالب بالديمقراطية وأصبح الحكام العرب أباطرة الديكتاتورية وتحول الوطن العربي لسجن قضبانه هما القهر والظلم . وكان أبناء الوطن يتعجبون من ديمقراطية الغرب وهم يروا رؤساء الغرب يتغيرون في إنتخابات نزيهة ويروا في نفس الوقت رؤسائهم يفوزون في إنتخابات غير نزيهة بنسبة 9ر99% بل وزاد الطين بلِة أنهم سخروا كل إجهزة الدولة من إعلام مرئي ومسموع ومكتوب وحولوها إلي بوق يتكلم عن إنجازتهم الوهمية ولم يعطو ولو حيز بسيط من الديمقراطية لكي تتنفس فمات الرأي الآخر قبل أن يولد ولا عزاء لأي عربي .! ونتيجة للديكتاتورية البينة أرتمت المعارضة العربية في أحضان الغرب الذي وجد ضالته من أجل أن يفتت الشرق والشرق الأوسط والعربي بصفة خاصة وقام الغرب بتمويل كل أنواع المعارضة التي كانت بعضها حسن النية والبعض الآخر سيئ النية ولم يكتفِ الغرب بهذا بل قام بتصنيع جماعات دينية بعيدة كل البعض عن الدين تبث في العقول سُما تدّعي إنها تنفذ شرع الله وهي بعيدة كل البعد عن ما قاله الله في كتبه السماوية فبدأت بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وهو صناعة إمريكية وقامت بتسخيره ليقوم بعمليات إرهابية في كل الوطن العربي ما عدا إسرائيل الأبنة المدللة إلي أن أنتهى دوره فتخلصت منه وقتلته ثم أخترعت لعبة الإسلحة النووية فبدأت بأن دفعت صدام لإحتلال الكويت وجندت الجيوش لتحاربه وتحرر الكويت ولكن الأهم هو أن تظهر صورة صدام حسين بأنه ديكتاتور مجنوناً ليخدم أغراضها فيما بعد وجاءت الفرصة فلفقت له تهمة بأنه يمتلك سلاح نووي والسلاح النووي في يد صدام حسين سيكون خطراً على إسرائيل ومصالح الغرب في المنطقة فأعدت الجيوش ودخلت العراق وأعدمت صدام حسين ولم يجدوا حتى اليوم أي سلاح نووي في العراق الذي تحول إلي بحور من الدم وموجات من الإنفجارات المدوية اليومية يتساقط منها العشرات ما بين قتيل وجريح ولا يعرف من هو المسئول أو ما هي الفائدة التي ستعود من وراء كل هذا ؟ ثم تحول الغرب بين عشية يوم وضحاه إلي ملجأ لكل التيارات الإسلامية المتشددة الذين باتوا ينتشرون في أمريكا وكندا وأستراليا وألمانيا وبلجيكا والدانمارك وغيرها من الدول الغربية يبثون سمومهم على أوطانهم وعلى إسلامهم وهم في بلاد الفرنجة ينعمون بالحرية وراحة البال ، وأمريكا هرشت رأسها وأرادت أن تنشر الديمقراطية المزعومة فاخترعت ثورات الربيع العربي لكي تُجهز على المنطقة العربية التي سرعان ما تحولت إلي خريف عربي وقامت بدعم بعض شباب هذه الدول بالتدريب وكيفية هدم مؤسسات الدولة ودعمتها مادياً ونجحت في تنفيذ أهدافها في ليبيا وسوريا ولكنها فشلت في مصر بعد أن قامت بدعم الإخوان المسلمين بملايين الدولارات من أموال الشعب الأمريكي ولكنهم فشلوا بعد عام من حكمهم وتوليهم السلطة حيث قامت ثورة 30 يونيو من كل طوائف الشعب المصري الذي رفض أن يغير هويته ورفض الفاشية الدينية أن تحكمه وكأن هذا الشعب فاق من سبات نومه الذي أمتد لسنوات طويلة ليقوم ليضرب الكرسي في الكلوب ويبدأ بزوع فجرٍ جديد بقيادة رئيسه عبد الفتاح السيسي الذي أصبح بطلاً أسطورياً بعد أن أفسد كل خطط الغرب لتدمير مصر التي تعيش عهد غير مسبوق من الحب والتقدير لبلادها ورئيسها واليوم هو يقود مع قواته المسلحة حرباً شرسة على كل منابع الإرهاب في سيناء ليقضي عليه تماماً ثم يبدأ تنمية بلاده مصر العظيمة وهي التي بدأت ملامحها بإفتتاح قناة السويس الجديدة ، تحيا مصر.