بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
اقتربنا من ختام الشهر المريمي الذي تُكرم فيه الكنيسة من خلال جموع المؤمنين والدة الاله القديسة مريم العذراء الدائمة البتولية… وكيف لا نفعل وقد إصطفاها الله عن دون نساء الأرض بعد أن قدسها لحمل كلمة الله المتجسد يسوع المسيح في أحشائها؟
ليُتمم به ومن خلاله عمل الفداء وخلاص النفوس لكل من يؤمن به وبعمله الخلاصي للإنسان، وكما يقول الرسول في الكتاب المقدس «عظيم هو سر التقوى الله ظهر بالجسد» . نعم أحبائي … عظيم هو سر التقوى لأن رب الحياة وواهبها تجسد من أجلنا واختار مريم العذراء عن كل نساء الأرض لتكون أمه الأرضية والشفيعة الأولى لكل من يؤمن به وبفدائه العظيم من البشر.
لذا توجب علينا وسيتوجب علينا دائما وأبداً تكريم السيدة العذراء تكريماً أبدياً وحتى منتهى الدهر لا لكونها شفيعتنا فحسب ولكن لكونها أم الله الذي كرمها باختياره لها لتكون أُمه فكيف لا نقوم نحن بتكريمها. والحق أقول لكم أنها مستحقة لهذا التكريم لا طيلة الشهر المريمي فحسب وانما طيلة أيام الحياة على الأرض.
لذا دعونا نفعل ذلك على أن لا يُنسينا فعل ذلك تمجيد الرب الإله وشكره على هذا الاختيار وعلى هذه النعمة التي كان فيها للعذراء مريم الدور الكبير حيث قبلت مشيئة الله ولم تتردد للحظة واحدة أو تتشكك في وعد الله لها ، رغم التشدد النسبي الذي كانت عليه المجتمعات اليهودية في ذلك الوقت وهو الدرس الذي يُعلمنا جميعاً ضرورة القبول بمشيئة الله مع وضع كل الثقة في كل تدبيره الإلهي لكل إنسان منا.
لذا دعوتي للجميع بالتمسك بهذا التكريم المستحق لوالدة الإله من قِبل الله الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين، لأنه الطريق الوحيد لقلب الله الكلمة ولملكوت السموات.
فكل عام ومريم العذراء أم الإله معنا وبيننا تشفع لنا وتصلي من أجلنا بنعمة يسوع المسيح والآب والروح القدس لأنه هكذا يكتمل عمل الرحمة الإلهية وكل ما قام به الله الابن وكانت امه مريم العذراء بمثابة المحطة الذي انطلق منها ليتمم نعمة الفداء وخلاص الإنسان.
وأخيراً وليس أخراً كل عام وجميعكم وكل العالم بخير وصحة وسلام ببركة الله الابن وأمه القديسة مريم الدائمة البتولية.
وحتى نلتقى في العدد القادم أترككم في رعاية الله وصادق محبتي لكم جميعاً