بقلم: كلودين كرمة
أجمل ما فى الكون هى العلاقات العديدة والمختلفة والمتميزة.
فهناك علاقات بين الانسان وما حوله من مخلوقات عاقلة وغير عاقلة، وهذه يدركها ويميزها العقل ويزنها القلب وتقدرها العين . وهناك علاقات أخري تؤمنها وتميزها وتقدرها الروح وهى تلك تنشأ بين الانسان والطبيعة الجميلة التى كانت وستظل مبهمة للنفس البشرية، فيتغنى بها الشعراء ويوصورون بها مشاعرهم الرقيقة او العنيفة على حد سواء، مستخدمين فى ذلك الظواهر الطبيعية من اضعفها،كالنسيم العليل الى أقساها كالزلازل والبراكين.
ولكننى أرى ان اعقد هذه العلاقات هى التى تنشأ بين الكائنات العاقل من رجال ونساء وأطفال؛ ويرجع ذلك الى الاختلافات المتباينة فى التربية والتعليم والوسط ألاجتماعي والمستوى المادي والمفهوم الدينى والعادات والتقاليد والخبرات السابقة التى تكون الصورة النهائية للشخصية الى نتعامل معها من حيث المنطق والالفاظ وردود الأفعال.
وهذا يكون سببا فى انجاح العلاقات المختلفة بين الأخوة والأصدقاء والزواج او على العكس يكون سببا فى فشلها. فنجد البغضاء والحقد والاهانة والانفصال. وعلى المستوى النجاح المادى ، فان العلاقات الطيبة تبنى على اثرها شركات ومشاريع وتجد من يساند ويحمى، اما العلاقات الشرسة تخلق الكثير من الأعداء يسعون الى هدم ما تعبوا فى بنائه.
ولو تكلمنا على صعيد اعلى فإنها تؤدى الى التحالف بين الدول او نشوب الحروب بينها. و ذلك لان الكلمة محسوبة على كل مسئول فالرئيس المحنك هو من يعلى من شأن وطنه وسلمه من اضرار الحروب… و الفاشل هو الذى يزج بها فى نار الصراعات والدمار.
ان ما نعانى منه فى هذه الآونة هو تعرضنا لازمة اخلاق وانعدام الضمير وبالتالى الى اختفاء المودة والرحمة، فلنتحلى بالخلق الكريم والكلمات الطيبة التى تحول العدو الى صديق ، فمن تعوزه الحكمة فليطلب من رب الحكمة لانه يعطى بسخاء ولا يعير. فالخالق سبحانه وتعالى مصدر كل الخيرات وهو يخطر رحمته و إعطاؤه على خلقه ؛ ولكن الويل لمن ياخذ البركات من رب السماء ويعطى النقمات ويوزع السيئات للعباد.
فالنمجد الرب ونعترف بفضله حتى نستحق رحمته فى ذلك اليوم الذى لا ينقع فيه مال ولا بنون وكذلك فى أيامنا التى نفتقد فيها العطاء ممن يمتلكون والدعاء ممن يرزقون والعدل ممن يعالون الكراسى والمناصب.
فستظل الحروب والصراعات تحكم عالمنا ما لم نتشبس بالاخلاق الرفيعة والعقل الحكيم والنفس الأرضية والضمير الوعى والأفق الواسع والقلب الرحيم واليد الممدودة للمساعدة والبناء والتعمير ..
وبذلك يمكننا ان نعرف انه يوجد اشخاص أوفياء مخلصين ظلوا على عهدهم بربهم ينشرون العدل ويحققون الآمال. فهم مثل الورود الجميلة التى تهب البهجة للنفس وتسر العين ، فنرى فيهم جمال ما خلق الخالق … فهؤلاء لم تغيرهم أيام او تبدل اختلافهم الخبرات البائسة فينشرون عبيرهم نحيا نحن به آملين فى أيام اجمل ومستقبل مشرق وحياة يسودها السلام ، حتى يتسنى لنا ان نرفع أيدينا الى فوق بالدعاء فيستجيب لنا الله ويرحمنا من شر انفسنا.