بقلم: كلودين كرمة
أريد أن أقول كلاماً لكن لا يطاوعنى النطق
أريد أن أعبر عن احزان لكن لا تطاوعنى الدموع
أريد أن أعبر عن افراح لكن لا تطاوعنى الضحكات
أريد أن أعبر عن قلقى ولكن تعصانى تعبيرات وجهى
أريد أن أعبر عن امتنانى ولكن تعصانى بساماتى
أريد أن أظهر ضعفى فتنهانى كرامتى
أريد أن أظهر قوتى فتمنعنى رأفتى
أريد أن أظهر اهتمامى فتمنعنى عزة نفسي
أريد أن أعلن تقديرى ولكن اخشى سوء التقدير
أريد أن أعلن حبى ولكنى اخشى الندم واتراف على قلبى من الانكسار والحسرة .
أريد أن اصرخ بمكتومات صدرى فى وجه كل من يعتقد انه المسئول والمدبر وهو فى الحقيقة السبب الرئيسى فى التقهقر والانهزام..ولكن اشياء كثيرة تكبح جماحى ..
لانى لا احتمل الديمقراطية الديكتاتورية : ومبدأها “قل ما تريد فهذا حقك واعترض كيفما شئت ( وان كان فى بعض الاحيان خطر يحدق بك ) ولكنى سأفعل ما أريد وهذا من سلطاتى” …..
ياله من عناد صعب بينى وبين نفسى ؛ بين المشاعر والعقل ؛ بين الخيال والحقيقة ؛ بين الحق والباطل ؛ بين السمو والانحطاط ؛ بين الرفعة والمزلة ؛ بين الاحتياج و الامكانيات ؛ بين الواقع المعاش والامل المنتظر ؛ بين المبادئ الأصلية والمبادئ المستحدثة حسب الاغراض والمصالح .!!!
والإنسان بين طبيعتين يحتار ايهما يختار ؟ فالإنسان ذو التفكير السوى يختار الطريق الصعب الذى يؤدى الى نجاح مشرف وسعادة حقيقية ومن ثم انجازات رائعة على المستوى الشخصى والاجتماعى ؛ اما ذو التفكير المشتت قد يختار الطريق الهين الذى – ربما يوصله الى نجاح -ولكن الوسائل قد تختلف شكلا وموضوعا..
وهذا الصراع المستمر والنزاع بين اتجاهين كل منهما عكس الأخر كفيل ان يسبب شرخ عميق فى شخصية الانسان ويبلبل تفكيره ويشتت انتباه فيعجز عن اتخاذ القرار السليم ؛ ويحجب الرؤية فلا يميز طرقه ولا تثبت خطواته فيترنح بين هنا وهناك ويتخبط بين هذا وذلك وتدور به الأيام كأنه يعتلى الأمواج ثم تهبط به فى بحر هذا الزمان .. واحيانا يحتمى من الحيتان فى سفينة واحيانا يتعلق بخشبة تطفو به حتى تحميه من الغرق ربما يصل الى بر الأمان..
فهل لم يحن بعد الزمان حتى يتوقف الإنسان للحظات حتى يلتقط انفاسه و يميز ويتعقل ويدرك ويكون بالحقيقة حراً فى اختياراته دون تردد او قيود حتى تستقيم الامور و يصبح للحياة معنى وهدف.