بقلم: فـريد زمكحل
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر أول أمس الأربعاء، بعدم اعترافها بالاستفتاءات التي أقامتها روسيا في مُدن لوغانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وزابوروجيه في أوكرانيا، والتي جاءت لتؤكد على رغبة سكانها في الإنضمام إلى روسيا.
قرار غير مفهوم ويدعونا لطرح العديد من الأسئلة على أعضاء هذه الجمعية المشبوهة التي تتعامل مع وقائع الأشياء بازدواجية مهينة لعقول المثقفين في العالم المتابعة لكل التحركات والقرارات المشبوهة التي تتخذها هذه الجمعية بازدواجية غريبة مع كل ما يُشابهها من حالات في شتى أنحاء العالم.
والسؤال الأول هو لماذا لم تتعامل الجمعية العامة بمثل هذه الجدية بعد ضم قوات الاحتلال الإسرائيلي لبعض الأراضي العربية بعد حرب يونيو 1967؟ ولماذا لم تطالب الإدارة الإسرائيلية بما تطالب به موسكو والإدارة الروسية اليوم بسحب قواتها العسكرية فوراً من أوكرانيا مع تشديدها على الإلتزام بسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة حدودها المُعترف بها دولياً بينما لم تفعل ذلك بالنسبة للأراضي الفلسطينية المحتلة أو مع الجولان السوري المحتل؟
علاوة على تجاهلها التام للتدخل الأمريكي السافر في العراق على سبيل المثال واحتلالها له ولأراضيه بشكل مباشر وغير مباشر؟
ولماذا لم تفعل ذلك عندما تفككت مدن الاتحاد السوفيتي وتحولت إلى دول مستقلة دون أي حراك يُذكر لهذه الجمعية المشبوهة ودون إصدار أي قرار رسمي بضرورة الحفاظ على حدود هذا الكيان الكبير وعدم الاعتراف بكل المدن التي تحولت إلى دول مستقلة بعد تفككه بفعل فاعل وبموافقة دولية ترتقي لحد المؤامرة ووصف من وافق عليها بالمتآمرين؟
وهو ما يؤكد في النهاية عدم شرعية وجود هذه الجمعية التي تتعامل وتعاملت مع كل القضايا المُشابهة للوضع الأوكراني بما يُمليه عليها القطب الواحد الحاكم للعالم وحلفائه.
الأمر الذي يؤكد على عدم حيادية مواقفها أو حيادية مواقف من ينتمي إليها من الدول الأعضاء، كما ويؤكد على أهمية وجود نظام عالمي جديد لقيادة العالم أكثر عدلاً وفهماً واستمعاً لمطالب الشعوب ورغباتها المشروعة في الحصول على معاملة متساوية تتساوى فيها كافة القضايا العادلة للشعوب والدول في الاستقلال والحرية واحترام الإرادة الشعبية لأصحابها.
هذا بعض مما تواجهه روسيا والإدارة الروسية اليوم وستواجهه بكل الحسم والحزم مهما كلفها الأمر والتي تقدّمت بطلب إقامة اقتراع سري يوم الأثنين القادم على القرار الصادر أخيراً في حقها من الجمعية العامة التي أصبحت لا تمثل ولا تعمل سوى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والحفاظ على مصالحها والتي رفضت بدورها الطلب أو الاقتراح الذي تقدم به ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الدبلوماسي فاسيلي نينزيا!
موقف غريب ولكنه لا يدعو للدهشة في ظل هذا التخبط الصريح للسياسة الدولية القبيحة التي يدار بها العالم اليوم!!