بقلم : ﭽاكلين جرجس
و نحن فى شهر المرأة و نحتفى بها نجدها دائما ما تبهرنا وتكون على قدر المسؤلية ؛فعندما قالها الرئس السيسي مداعباً و محذراُ للرجال “ إنه ممكن أن تكون الحكومة كلها في المستقبل من النساء “ فلتستعد أيها الرجل الشرقى العزيز لتنحيك عن المسؤلية؛ فالأربع سنوات القادمة كافية لتأهيلها لاستلام عرش البلاد ، ولا أراكم الله مكروها يا رجال مصر في رحيل زمانكم ..
ولأن المصرى العتيد فُطرعلى المساواة حيث “ كانت المرأة المصرية تحيا حياة سعيدة فى بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه كأمر طبيعي “ .. كما قالت لنا عالمة المصريات الفرنسية “كريستيان دى روس نوبلكور”.. فقد تجلت لنا عظمة المرأة على مر العصور ، و يشهد التاريخ على فيض نهر عطاء المصرية الذى لا ينضب ،و مساهمتها فى تنمية ونهضة وطنها عبر عقود طويلة لا تُنسي ؛ فقد إنتزعت بنفسها حقوقها التى أقرها الدين والدستور، لتصل إلى عالم تقود فيه وزارت ومؤسسات كبرى وتشارك فى صناعة المستقبل ؛ ولما لا فمنذ آلاف السنين نجحت المرأة فى أن تتبوأ عرش البلاد فى العهود القديمة ، و أثبتت كفاءة ونجاح مبهر بل شهدت حكمها تفوقهن على الرجال وقتئذ .
منهن ( خنت) إبنة الفرعون منقرع ،و (حتب حورس) أم الملك خوفو ، و الملكة ( حتشبسوت) التى تمكنت من إحكام قبضتها على الحكم لمدة عشرين عاماً، نعمت فيها البلاد بالكثير من الرخاء والازدهار، وعندما كثرت عليها الضغوط من الكهنة وقادة الجيش تنازلت عن العرش فقط من أجل مصلحة البلاد ؛ لتضرب مثلا يحتذى به فى الوطنية والانتماء المخلص للبلاد ..وتحقيقاُ للأسطورة الفرعونية التى شاعت وقتها ظهرت لنا الإله “ ماعت “ وهى تعني “ربة العدالة الأسطورية” مما يشير إلى أن المصري القديم أكد أن وجود المرأة يرادف توازن الكون وسيادة الأمن والسلام.
و لم تتوقف الاسهامات النسائية فى التحول الديموقراطى والسياسى للبلاد ، فقد اقترن النضال النسائى في مرحلة هامة من تاريخ مصر بإسم السيدة “ هدى الشعراوى “ التى كرست مجهودها هى وصديقاتها نبوية موسى وسيزا نبراوي في الدفاع عن حقوق المرأة خاصة الحقوق السياسية والتعليم،وعاشت بعدها المرأة المصرية سلسلة طويلة من مراحل الكفاح السياسي والاجتماعي إلى أن أعلنها الرئيس أن التنمية الشاملة للدولة لن تتحقق إلا بمشاركة إيجابية للمرأة مما يؤدى إلى تدعيم مكانتها اقتصادياً واجتماعياً وتشجيعها على المشاركة السياسية بجميع صورها..
و علينا ألا ننسى دور المرأة المحورى والفعال فى ثورة 30 يونيه حينما استشعرت ضياع البلاد فى يد الحكم الإخوانى هبت لنداء الوطن بعد أن ذاقت ألوانا من المعاناة حتى تنال حق المشاركة التى كادت تفقدها للأبد فعادت لتحشد و تقود مسيرة الأمل والأمان للأجيال القادمة .
ولكن ، وإن كانت مازالت مشاركة المرأة فى سوق العمل على الصعيد العالمى فى تزايد ملحوظ خلال العقدين الماضيين، فقد كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2015 أن نسبة مساهمة المرأة فى سوق العمل بلغت 22.9% من إجمالى قوة العمل من سن 15 – 64 سنة، وتمثل تلك النسبة حوالى ما يقرب من ثلث مساهمة الرجال التى تبلـغ 73.4%، فيما تبلغ نسبة الأمية للإناث 33.5 % فى مقابل 18.5% للذكور، كما ارتفعت معدلات البطالة للإناث من 22.7% عام 2011 إلى 24.2% عام 2013، بينما سجل 8.9% للذكور عام 2011، 9.8% عام 2013.وأضاف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وبلغت نسبة البطالة بين الإناث 24.2% مقابل 9.4% للذكور عام 2015، بينما بلغت نسبة النساء اللائى يعملن عمل دائم 84.7% فى مقابل 60.7% للذكور، كما أن حوالى 30% من الأسر المصرية تقوم المرأة بإعالتها وأخيراً تجنى المرأة الأن ثمار صمودها و مشاركتها فى حكومة “الانتصار للمرأة”.. تأكيداً على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى لتفعيل دور المرأة بشكل أقوى فى المجتمع المصرى، حتى أنه خصص عام 2017 الماضى ليكون “عام المرأة “ فلأول مرة يضم التعديل الوزارى6 وزيرات بالحكومة مما يؤكد أن حلم أول رئيسة وزراء مشروع يفرض نفسه وبقوة ؛ حيث أن تواجد المرأة فى المناصب القيادية هو طريق الدولة الوحيد لرفع مؤشراتها التنموية .
وعليه فلنستلهم من تاريخ مناضلاتنا الفاضلات ومشاركتهن الرائعة وانغمازهن المخلص فى العمل المجتمعى و السياسى و استحضار روح الهمة و العمل الدؤب للمرأة ، لنتقبل الأمر أن عبقرية النساء فى خدمة المجتمع، هى حقيقة لاتقبل الشك فانتظروها على كرسي عرش البلاد بفرمان رئاسي وعدن به ، ولا عزاء للرجال …