بقلم: كلودين كرمة
فى وسط ما نمر به من احداث كارثية من حروب ومجاعات وأوبئة وانقلابات عسكرية وسياسية وعنصرية وإرهاب واستعمار وتهديدات وإنهيار إقتصادى وعجز فى المستلزمات الطبية ونقص فى الأدوية وبعض المستلزمات الضرورية والسلع وخاصة المستورد منها ..
مع مواجهة التحديات الكثيرة فى نقص الموارد الإقتصادية وعدم توافر فرص العمل والتى تفاقمت فى الآونة الأخيرة وغلق الكثير من الأماكن الترفيهية والنوادى والمطاعم والمحلات والحضانات وغيرها مما أثر بشكل سلبى كبير على الكثير من المواطنين، إذ لم يعد هناك مصدر للرزق و وجود الكثير من المتطلبات مثل علاج الأمراض المزمنة أو إجراء جراحات تفوق تكلفاتها القدرة على سدادها .. ولا ننكر حالات الزعر التى تسري بين البشر جميعا نتيجة لإزدياد أعداد المصابين والوفيات جراء الإصابة بـ’ كوفيد ١٩ ‘..
ومع صعوبة الحفاظ على مستوى الاستقرار الاقتصادي للبلاد مع إيقاف بعض النشاطات كليا أو جزئيا مثل السياحة مثلا وهى تعتبر العمود الفقرى للدخل القومى والحصول على العملة الصعبة .. وكذلك إيقاف خطوط الطيران .. وإغلاق افرع البنوك أو المصانع بعد ظهور حالات إصابة بالفيروس القاتل .. ولا نستطيع أن ننكر أن هناك أزمة فى إدارة الأزمات واتخاذ قرارات سديدة للحد من الخسائر المتتالية اذ تجمعت كل المصائب وأحاطت الخسائر بالبلاد و هى أشبه بدوامات متتالية هدفها الوحيد الإطاحة بكل ما هو ظاهر على السطح والإلقاء به فى القاع حيث يلتهم سعير النار الصالح والطالح ، وتخفى الماضى بجملته فى بحر الظلمات ، حتى لا يفتخر كل من هو من تراب بمجد أحرزه أو بخراب أحله ..
وكأن الدنيا قد ملت من جنس البشر وقد ضاقت ذرعا من سؤ تدبيرهم ، فماجت لتطيح بهم حتى تفنيهم وتتخلص من شرورهم وطبائعهم المدمرة وغرائزهم الفاسدة .. فلا جدوى من وجودهم فهم يعجزون عن تحقيق أبسط الإنجازات من دعم السلام وتثبيت قواعد الحكم واحترام الحقوق و بناء الإنسان قبل بناء الصروح فمازال النقص فى الفهم واضحا جاليا إذ يدعم الأليات قبل العقول ويهتم بالتدمير قبل البناء ويدعوا الى الهجوم بل ويعتبره وسيلة للدفاع!! ..
فأى مجتمع هذا وقد أظهر ضعفه وعجزه ‘ فيروس صغير’… يالها من سخرية القدر !!.. وبرغم ذلك و بدلا من أن يتصف أولى الأمر بقدر من الذكاء وتحمل المسئولية ويتضامنوا من أجل مواجهة هذه الكارثة ووضع خطة محكمة للخروج منها بأقل خسائر ممكنة فى الأرواح والأموال ، إلا أنهم ازدادوا حماقة و أظهروا عجزهم عن التخلى جانبا عن أطماعهم ولو لفترة وجيزة من الزمن ، واستبان عدم إدراكهم للكارثة التى تلتهم الأخضر واليابس ولم يشتموا بعد رائحة الموت وكأنهم أعداء للحياة ، مغيبين مسيرين منجزبين بلا وعى نحو الفناء ، وزاد على ذلك انهم يستغلون الفرص لإثارة الشغب وشن الحروب وإقامة المظاهرات ودعم الإرهاب .. فأين الإنسان وأين الذكاء وأين الرحمة وقد تاهت الفطنة وقد تبرأت الحكمة من بنيها …
“ لهم عيون ولا يبصرون وأذان ولا يسمعون ويفهمون “ وحسبنا الله ونعم الوكيل .