بقلم: فريد زمكحل
مازال قلمي يتوقف أمام العديد من المشاهد السياسية المتلونة والمحبطة لطموحات الشعوب وآمال الطبقات العريضة الكادحة الضائعة في سخافات المنطق السياسي المغلوط للدول العظمى وردود الأفعال الضعيفة والمستسلمة له كل الاستسلام من غالبية دول العالم . ومازلت لا أفهم كيف يمكن لدولة نووية عظمى مصادرة الحق المشروع لبعض الدول في السعي لتطوير وامتلاك السلاح النووي لتأمين مستقبلها وتعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية وتحقيق مصالح شعوبها في كل العالم . والغريب والمدهش أن انعدام المنطق في مثل هذا التوجه اصبح هو المنطق الصحيح المعترف به في المنظمة الدولية للأمم المتحدة على كل صاحب حق يطالب بحقه في أن يلحق بركب الكبار وبأن يكون في مصاف الدول المتقدمة . ومع انتشار الظلم وتفشي الفساد والعنف والتطرف المذهبي أصبح من المستحيل القبول بفكرة التعايش السلمي خاصة بعد أن أثبتت كل التجارب عدم إمكانية تحقيقه بدون امتلاك القوة الرادعة والكافية لحمايته عملاً بمبدأ الغاب . كما لازلت لا أفهم كل ما يصدر عن المنظمات الحقوقية الكبرى من تقارير وبيانات تنحاز بوضوح لمن يملك القوة ويدفع المقابل لتعزيز هذا الانحياز لاستبدال الحقائق الدافعة بالأكاذيب الرخيصة التي تهدر وتتلاعب بكل الحقوق المشروعة للإنسان والشعوب في التطلع لمستقبل آمن مستقر وأكثر إشراقاً . نعم .. مازلت لا أفهم فكرة الإمعان بطحن الشعوب تحت مظلة هيئة الأمم وكافة المنظمات الحقوقية التابعة لها من خلال القوانين الجائرة وغير العادلة والتقارير المزورة المستندة على الفوتوشوب والقص واللصق من بعض اجهزة الإعلام الفاسدة بمساعدة التقدم المذهل لوسائل التواصل التكنولوجي التي تعمل على نشر روح الفتنة والتعصب بصورة منظمة وتحت إشراف مؤسسات مخابراتية دولية معروفة بالاسم والفعل . كما لازلت لا أفهم الصمت المصري تجاه المواقف السياسية المخزية للإدارة الأمريكية الجديدة وتدخلها غير المفهوم في السياسة المصرية الداخلية عن طريق التهديد المستمر بقطع المعونات والذي بدأ بإستقطاع مبلغ 195 مليون دولار من مقررات الإدارة الأمريكية لمصر تحت مسمى الانزعاج الأمريكي من التقارب المصري مع كوريا الشمالية في تدخل سافر وساخر بكل المقاييس بالمفهوم السيادي للعلاقات المصرية الخارجية مع دول العالم نعم .. مازلت لا أفهم صمت الإدارة المصرية وغيرها من الإدارات العربية إزاء هذا التدخل غير المقبول والمرفوض ولو متنا من الجوع !
وللحديث بقية