تنبيه هام . .احذروا الاخلاق تكاد ان تندثر
اذ كنا نفجع من فكرة جفاف ينابيع المياه فيجب علينا ان نفزع من ضياع بل اختفاء الاخلاق؛ التي في أهمية المياه لاستمرار الحياة فكذلك هي الاخلاق التى من دونها سيفنى العالم .
دون الاخلاق نتحول الى كائنات دون عقل اذا يرتبط وجود كل منهما بالأخر ارتباط وثيق.لان ذو العقل يميز ويختار الخير المطلق – وليس ما هو خير لى وشر لغيري- لان فى هذه الحالة لا مكان للأخلاق بتاتا، بل السلوك بهذه الطريقة يخفى ملامح الانسانية وحوش دون عقل او تمييز ، نبنى حياتنا بهدم الاخرين و نعلو عندما ندوس بأقدامنا على بقايا قليلى الحيلة ممن لم تنصفهم الايام.
فمن الملاحظ على المستوى العام ان بعد ما مررنا به من كارثة “الربيع العربى” ان اخلاق الناس تبدلت وان من كان سئ الطباع اصبح اسوأ، لأنهم اقتنعوا تماما ان اللجوء الى العنف والتخريب والبلطجة قد احدث التغيير الذى ارادوه..فأصبح هذا القانون الجديد السائد لتحقيق المزيد بالوعيد والتهديد والإرهاب؛ بينما هذا الاسلوب قد زرع الخوف عند القلة القليلة التى بقيت على مبادئ الرحمة والمودة التى تلجأ الى الطرق الشرعية او المنطقية لحل مشاكلها بالعقل وعلى اسس سليمة تدعمها المبادئ والخصال الحميدة ، فيصلوا الى مبتغاهم دون الاضرار بأحد وبالطرق السلمية ، هذه الطائفة للأسف اصبح صوتها ضعيف وصوتها منخفض وسط صراخ من يدعون انفسهم انهم اصحاب الهمم او ان بأيديهم المنغمسة بدماء الابرياء قد كتبوا مستقبلا مشرقا !!!!
وان ما يدعونى الى اثارة هذا الموضوع الآن بعد مرور ثلاثة اعوام وقد استقامة الامور على الصعيد السياسى بسرعة ملحوظة هو ما حدث فى باريس هذا الاسبوع نفس الاسلوب ، اللجوء الى احداث الفوضى لتحقيق المطالب.. والمعروف عن الفرنسيين أنهم لا يلجئون الى هذا الاسلوب الهمجى للتعبير عن ما يثيرهم ، لقد حضرت هناك مظاهرة قبل سنوات مظاهرة سلمية لطائفة ما من العمال ينادون بحقوقهم لإيصال صوتهم الى المسئولين الكبار ومن العجيب ان هذه المظاهرة لم تحدث رعبا او قلقا بين المارة ولم تحدث اى نوع من التخريب لبلادهم..
كيف لإنسان وطنى يحب بلاده ان يدمر تراثها و يخرب ما بها من جمال ويطمس ملامحها ويشوه حضارتها ويسئ الى شعبها؟؟!!.
اسلوب همجى اسلوب الهكسوس والمغول يحرقون ويقتلون ويدمرون و يسرقون ثم يحتلون وان ثبتت اقدامهم ينتقلون الى عمليات اخرى فى بلاد اخرى هم ايادى لإبليس لإنهاء العالم وطمث ثقافته وهدم مبادئه وللإطاحة بأخلاقه .
عجبا كيف استحل لنفسي احداث الفوضى وإرباك السلطات وإرهاب الاطفال وأتوقع بعد ذلك الاستجابة لمطالبى وتقديمها على طبق من ذهب من قبل المسئولين؟ هل انقلبت الموازين ؟ هل هم ضعفاء حقا ؟ وهل من ضعيف لا حول له ولا قوة ان بنظم هذا العمل الاجرامى ام انه كما اوضحت سابقا انه صوت مرعب يدوى ليحدث ضجيجا بل ليزحزح اركان دولة تنهار بعدها الكثير من القيم ويقل شأنها الى اجل غير مسمى..وتصبح احداثها تحت عيون المراقبين وتتحرك كل المنظمات لرصد ما حدث وكتابة المقالات وإيجاد مادة جديدة لبرامج عديدة وتصبح هذه البلد ذات المكانة العريقة عرضة للعديد من الانتهاكات من قبل الكثيرين وغير الجديرين اساسا لإصدار حكم وتحليل المواقف. ويصبح التدخل من بعض البلاد فى سياستها مباحا وربما يلجأون لفرض عقوبات دولية والتهديد بقطع العلاقات ..فتنهار الدولة سياسيا واقتصاديا..واخشى ان يسمى هذا ايضا “بالربيع الاوروبى”.