بقلم: اسماء أبو بكر
ليس في العالم شئ أكثر قيمة من المرأة، فهي ذلك اللغز المحير والمخلوق الذي احتار الفلاسفة والكتاب والمفكرين ودعاة الإصلاح في فهمه وتفسيره، فأسراره لا تنقضي، وعجائبه لا تنتهى، وسبل أغواره محالة، فقد خلقها الله تبارك وتعالى من الرجل الأول “ادم “حتى تكون قوة الرجل وسنده وفخره واعتزازه وبذلك فهي المعين له في إدارة حياته حتى وإن كان هو القائد.
تحتل المرأة في الإسلام مكانة كبيرة لم نرها من قبل ولم يسبق الإسلام أي قانون أو تنظيم بشري أعطى للمرأة ما أعطاه لها الإسلام من حقوق ووكّل إليها أموراً مهمة في حياة المجتمع الإسلامي، وبذلك قد رفع من شأنها وقوّى من ضعفها وأبدل زلّها عزاً ،وعبوديتها حريةً وكرامة، وقد كرمها واعتبرها كالرجل في إنسانيته و ساواها به في التكاليف والحساب، فالله سبحانه وتعالى عندما أنزل رسالة الإسلام السماوية على سيدنا – محمد صلى الله عليه وسلم – أمره بتبليغها لجميع البشر الرجال منهم والنساء على حدٍ سواء، فلم يكرم الرجل دون المرأة بل جعلها كالرجل تماماً، لها الحقوق في الهداية والفوز بنعيم الجنة بعد الحساب يوم القيامة،وقد أعطى الإسلام المرأة حق الرعاية والإهتمام وطلب العلم حتى يتسنى لها تصحيح عقيدتها وصانها ورفع من مكانتها وشأنها وحفظ لها حقوقها، ولقد أوصى الدين الإسلامي بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى ولو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها سواءً أكانت أماً، أو أُختًا، أو زوجة وجعل الخير في الرجل بمقدار خيره مع أهله، فكرمها الإسلام بالحِجاب وستّر الجسد، فجعل منها الأم الفاضلة التي تُطلَب الجنّة برضاها والأم الحنون الرؤوف التي لو اجتمع كل رجال العالم لمِا استطاعوا القيام بمهمتها كأم، والزَّوجة الصالحة التي تُعد خير متاعِ الدنيا والابنة التي ينال صحبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بتربيتها التربية الصالحة فلا رعاية لنشيء دونها ولا تربية لأجيال إلا بها.
هناك نقاط مشتركة بين عقائد دينية معينة تتفق في وضع المرأة كلياً أو جزئياً كالديانات التي تكون من عائلة دينية واحدة، على سبيل المثال في الديانات المختلفة ،ففيها يعد دور المرأة متشابه إلى حد كبير وقد يكون متطابق بين الجاينية والبوذية، وكذلك في الأديان الإبراهيمية يمكن أن نعتبر دور المرأة متشابه بين اليهودية والإسلام في وجوب الحج على المرأة إلى بيت المقدس في اليهودية وكذلك فرض الحج إلى مكة لمن استطاع في الإسلام وكذلك يوجد تشابه كبير جداً بين وضع المرأة في اليهودية والمسيحية، حيث أن التشريع المسيحي يعتمد كلياً على ما ورد في العهد القديم، لذلك فواجبات وحقوق المرأة في المسيحية من الناحية الدينية تعد صورة طبق الأصل من اليهودية وقد يكون هناك بعض الاختلافات.
لم تحظى المرأة بمكانة كما حظيت بمكانتها في الأديان التي كرمتها تكريماً عظيماً وأعطتها سائر الحقوق المشروعة ، وجعلت لها شخصية قانونية مستقلة وكياناً إجتماعياً لم يكن لها من قبل.