بقلم: عادل عطية
لوزارة الثقافة المصرية، بذار وثمار رائعة، منها اصداراتها الصحفية المتميّزة: جريدة القاهرة، ومجلة الثقافة الجديدة، ومجلة قطر الندى، وغيرها الكثير.
وفي الوقت الذي تقدم فيه الدولة، مثل هذه الباقة من المطبوعات، كدعم ثقافي للقارئ والمبدع معاً، فان هناك من يسرق هذا الدعم؛ من خلال ما يمكن تسميته: “الشلواسطة”، أي الشللية والواسطة. انهم يأخذون هذا الدعم؛ ليعطيننه لأقاربهم، وأصحابهم، ومعارفهم، محتمين وراء ذلك النص اللعين، الذي يضعونه كنص مقدس: “لهيئة التحرير الاعتذار عن عدم النشر، دون ابداء الأسباب”!.. مع أن ابداء الأسباب، وعلى رأسها: “انها لا تصلح للنشر”، مهم جداً؛ لأنها تكشف للمبتدئين على درب الكلمة، عن اخطائهم، مع تقويمها بالنصائح المخلصة.
ولأن هناك الكثير من المنحنين تحت هذه المقصلة؛ فلابد من كشف بعضاً من ضبابيتها، وسيئاتها..
فبعض رؤساء التحرير، ما أن يستلموا منصبهم الجديد، وقبل أن يستووا على كرسيهم، يزيحون الكتّاب الذين حفروا بمجهودهم وابداعهم مكاناً لهم في هذه المطبوعة، وكأنهم من الموظفين القدامي، يجب الاطاحة بهم!
وعندما يرسل لهم، أحدهم، نتاجاته، لا يردون عليه، ولو لاخباره بانهم استلموا شغله، وانها ستعرض على اللجنة الخاصة بفحصها، وتقرير نشرها من عدمه. وكأنك “نكرة”، يخاطب أهل “مثلث برمودا”! المؤلم انك تعرف انهم يردون على من هم خارج مصر فقط.. مثل “القرع يمد لبرّه”!
بعض المسئولين، إذا تكرّموا بالرد، قالوا لك: نحن ننشر إبداع واحد فقط في السنة، ثم تجدهم ينشرون لآخرين مرتين وثلاثة.. ودائماً، كان المهمشين، لا يريدون تكذيبهم، ويقولون لأنفسهم: انها “تشابه اسماء”!
هل هذا كل شيء؟..كلا…
فالطامة الكبرى، انهم لا ينشرون لك؛ لتعتقد أن مادتك دون المستوى.. مع انهم لا يعرفون أن هناك من يعرض ما يكتبه على بعض النقاد النافذين في بعض البلدان العربية، قبل أن يرسله لهم، للنشر.. بل وكثير من منافذ النشر في هذه البلدان، ينشرون لهم، ما رفضه هؤلاء!
لا بد من تخصيص أرقام ساخنة؛ لتلقي شكاوي المبدعين، الذين يتعرضون للإجحاف والظلم في مفرمة “الشلواسطة”، ولا بد من التحقيق في الأمر؛ حتى لا نترك لهؤلاء العابثين بالثقافة والابداع، أن يفلتوا بفعلتهم!…