أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن إدارته عازمه على فتح صفحة تعاون جديدة مع الشركاء الدفاعيين في ضفة الأطلنطي الشرقية ضد أية تهديدات من الصين أو روسيا، وتعهد بتقديم التمويل اللازم لدفع أنشطة حلف شمال الأطلنطي إلى الأمام كمظلة دفاعية جماعية، وقال إنه اطلع على وثيقة “ناتو 2030” و يؤيدها بقوة.
جاء ذلك خلال استضافة يانس ستولينبيرج أمين عام حلف شمال الأطلنطى ” ناتو “، للرئيس الأمريكي بايدن، في جلسة خاصة ” لمنتدى بروكسيل ” المنعقد على هامش قمة الأطلنطى والذي انطلقت فعالياته اليوم.
وقال بايدن إن إجمالي الانفاق الدفاعي الأمريكي في أوروبا وكندا ستتم زيادته بنحو 260 مليار دولار أمريكي بدءا من العام الحالي.
ويرى مراقبون أن تصريحات بايدن تشكل توجها مغايرا عن سلفه دونالد ترامب الذى قاوم الانفاق بسخاء على أنشط الناتو الدفاعية، مما وضع على الدول الأوروبية مزيدا من الأعباء التمويلية لدفع عجلة العمل في الحلف والحفاظ على بقائه وتفوقه، معتبرين أن ذلك انسحابا أمريكيا جزئيا من برامج الحلف.
وكان أمين عام حلف شمال الأطلنطى ستولينبيرج أجرى مشاورات مهمة مع الرئيس الأمريكى جو بايدن الذي وصل إلى مقر الحلف في بروكسيل للمشاركة في قمة قادته للعام 2021، وأشاد ستولينبيرج بالإسهام الأمريكي القوي لتعزيز مسيرة الحلف وأنشطته.
وتعد الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في موازنة حلف شمال الأطلنطي الدفاعية منذ تأسيسه، ففي موازنة العام الجاري بلغ إنفاق الدفاع للولايات المتحدة 811 مليار دولار أمريكى مقابل 653 مليار دولار في العام 2014، وتلتها بريطانيا بفارق إنفاقي كبير حيث اعتمدت 72 مليار دولار في العام الجاري لتغطية التزاماتها تجاه الناتو وذلك بارتفاع عن 65 مليار دولار قدمتها بريطانيا لذات الغرض فى العام 2014.
من ناحيته، قال الأمين العام لحلف شمال الاطلنطى يانس ستوليبنبيرج، إن ورقة العمل الاستراتيجية لتطوير الناتو خلال الأعوام العشر القادمة / ناتو 2030 / تلقى قبولا وتوافقا من قادة دول الحلف عبروا عنه خلال مشاوراتهم الجانبية التي جرت بمقر الحلف في بروكسل، والذى توافد إليه القادة تباعا استعدادا لجلسة القمة وأجروا مشاورات جانبية استباقا لجلستهم الموسعة.
وأشار الأمين العام للناتو إلى أن اجتماع مجلس قادة الحلف، والذي يعد أعلى سلطة اتخاذ قرار في الحلف سيشهد مصادقة جماعية من قادة الحلف على و ثيقة / ناتو 2030 / التي تستهدف الارتقاء بعمل الحلف في المستقبل و تطوير قدراته الدفاعية، و تعطى دورا أكبر للبرلمانيين و منظمات العمل الأهلي والقطاع الخاص في الانخراط بشكل أشمل في عموم أنشطة الحلف وتحقيق أهدافه.
وقال المراقبون لقمة الناتو إن ستولينبيرج هو صاحب الإنجاز فى الوصول إلى تلك الوثيقة الاستراتيجية حيث عكف على إعدادها إلى جانب خبراء و باحثي الحلف ومخططيه طيلة عام و نصف العام بعد تكليف من قادة الحلف له بذلك فى دسيمبر من العام 2019.
وأضاف أمين عام حلف شمال الاطلنطى – الذى كان يتحدث أمام جلسة خاصة عقدها ” منتدى بروكسيل ” الذى بدأت أعماله اليوم و تستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجارى – أن قضايا المناخ و التغيرات المناخية وارتباطها بأهداف الحلف الدفاعية هى مسألة مهمة للغاية لعمل الحلف وأنه شخصيا منخرط فى هذا الملف بحكم خبرته السابقة كمبعوث خاص لأمين عام الأمم المتحدة لقضايا التغير المناخى.
و كان ستولينبيرج قد تولى منصب أمين عام حلف شمال الاطلنطى فى أكتوبر 2014 وتم تمديد مهمته فى هذا المنصب حتى سبتمبر 2022 ، قد عمل قبل ذلك كمبعوث أممى لشئون التغير المناخى عامى 2013 و 2014 ، وهو نرويجيى الجنسية من مواليد – أوسلو – فى السادس عشر من مارس من العام 1959 وسبق له شغل مناصب وزارية فى النرويج للمالية و الشباب و الطاقة إلى أن تولى رئاسة حكومتها فى الفترة من 2005 و حتى 2013 ، و ينتمى سياسيا لحزب العمال النرويجى الذى تزعمه فى الفترة من 2002 و حتى 2014 و هو الحزب الذى انخرط فى صفوفه بعد تخرجه من كلية الاقتصاد السياسى فى جامعة اوسلو فى العام 1987.
المصدر: أ ش أ