كتبت : هديل مشلح
يقولون وراء كل رجل عظيم ” امرأة ” ووراء كل امرأة فاشلة ” رجل “.
على الدوام يربطون نجاح الرجل بوجود المرأة إلى جانبه داعمة له واقفة بصفه , وعدم نجاح المرأة السبب الرئيسي وراءه هو وجود الرجل .
هل هي المسؤوليات الملقاة على عاتقها التي تجعل في بعض الاحيان وصول المرأة إلى طريق النجاح أطول أم أن للمجتمع الذكوري علاقة بهذا الأمر بتفضيل الرجل على المرأة , أم أن الفكرة السائدة في مجتمعاتنا عن أن كل فتاة مهما بلغت درجة علمها ونجاحها مصيرها بيت الزوجية الذي يكون في غالب الأحيان نهاية طريق نجاحها وعملها بسبب توالي المسؤوليات على عاتقها من ارضاء الزوج للاهتمام بالبيت وإنجاب الاطفال ورعايتهم .
ولكن لابد من وجود قدوة حسنة ربما تكون هذه القدوة من السلف الصالح أو تتمثل القدوة الحسنة بشخصية الأب أو الأم أو أخ أو زوج أو شخصية عامة مشهورة سبق له النجاح أو كان داعماً أساسياً له . وقد تقتدي دول حديثة التنمية بدول أخرى سبقتها بالتنمية والنجاح .
وأنا أؤمن أن وراء كل امرأة ناجحة زوج أو أب أو أخ ناضج واثق مُحب , وأنه لا يوجد امرأة فاشلة اطلاقاً بل يوجد امرأة جعلت مسؤولية بناء أسرة أولويتها وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر نجاح.
إن تقدم الدول الغربية ليس سببه إلا اشراك المرأة في سوق العمل واعتبارها فرداً أساسياً في بناء المجتمع يداً بيد مع الرجل و معرفتهم السابقة بأن تهميش دور المرأة لا يزيد المجتمع إلا جهلاً وضعفاً .
كم أتمنى أن تنتهي الأفكار الهدامة للمجتمع التي تقف أمام مسيرة المرأة الناجحة بتداول وتبنّي الأفكار البالية التي تقول أن المرأة لا تنفع إلا في بيتها وبين أطفالها متناسين دورها في التنمية و بناء المجتمع .
أما أنا كسيدة أعتبر نفسي ناجحة لأنني اجتزت كل هذه العقبات ووصلت لهدفي المنشود وكوّنت عائلتي دون أن أفرّط في حلمي ولكن أيضاً كان إلى جانبي على الدوام زوج محب يؤمن بما أُحب شجعني في لحظات ضعفي وتعبي ولم يترك لليأس مكاناً في حياتي ولم يجعل الأمل يتسرب من بين جفوني وجعلني أسعى للنجاح في كل حين , فلهُ ولكل رجل يقف جنباً إلى جنب مع المرأة ويكون شريكها في النجاح أقول له شكراً .